الدعاء بعد الربيع العربي

بعض الأدعية في صلاة التراويح أو التهجد في أعوام مضت كان الإمام يدعو بها كونها ضمن الأدعية المشهورة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة رضوان الله عليهم، أو مما اشتهر واستحب الدعاء به، وكان المصلون خلف الإمام يتجاوبون معها ويرددون (آمين) بعد كل دعاء، لكن النبرة واللهفة والإلحاح لم تكن هي ذاتها اليوم!!، لأن الحال في تلك الأعوام لم تكن هي ذاتها اليوم.

العبارات هي ذات العبارات، والجمل هي ذات الجمل، والدعاء هو ذات الدعاء والإمام هو نفس الإمام وكثير من المأمومين هم نفسهم في نفس مسجد الحي، لكن الظرف والحاجة كانت مختلفة.

دعاء مثل (اللهم لا تول علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا) لم يكن له نفس الوقع ولا التجاوب في أعوام مضت قبل أن يرتكب بشار أو القذافي تعذيب من تولوهم دون خوف ولا رحمة!! أو قبل أن يحدث في العراق واليمن ومصر ما يحدث الآن.

جملة من الأدعية مثل (اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن) و (اللهم ول على المسلمين خيارهم ولا تول عليهم شرارهم)، (اللهم ارزقهم البطانة الصالحة)، (اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين واحم أعراضهم واحقن دماءهم)، (اللهم احم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين)، (اللهم من أراد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه) وغيرها من جمل الدعاء التي كنا نرددها ونؤمن عليها بعد أن يدعو بها الإمام في صلاة الجمعة أو التراويح والتهجد في سنوات مضت لم نكن نشعر بذات الإلحاح والإصرار عند ترديدها اليوم، ذلك أننا شعرنا اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحاجة لها والمعاناة الشديدة مما نطلب زواله، أو نرجو جلبه، وهذا بالضبط ما ذكرته في مقال مشابه العام الماضي في هذه الجريدة وتحديدا في يوم السبت 25 أغسطس 2012م، ولكن عن أدعية أخرى تتعلق بالغلاء والأمن وثبات القلوب على الدين بعد ما حل بنا من مصائب الغلاء وتهديد الإرهاب لأمننا والتعرض للدين وارتداد فتاة الخبر وخلافه.

خلاصة القول إن الدعاء في الرخاء له فضل عظيم ونحتاجه وقت الشدة فنكون فيه أكثر إلحاحا وبكاء.

نسأل الله أن يعيد علينا رمضان وبلادنا وبلاد المسلمين في حال أحسن.

اترك رد