اليوم: 25 أغسطس، 2013

لندرس خنوع الشعوب فالرئيس لا يقتل وحده !!

لم تعد فكرة دراسة الحالة النفسية للدكتاتور العربي المجرم وتحليل شخصيته الإجرامية ذات جدوى أو فكرة علمية جيدة، بل الدراسة الحقيقية يجب أن تتم على من يساعده من أفراد الشعب لقتل أشقائهم، فالقتل الجماعي والإبادة للشعوب لا يمارسها الرئيس بمفرده، بل هو لا يمارسها مباشرة بنفسه، كما يفعل أي إرهابي يقتل جماعة بتفجير أو سلاح كيماوي.

هذا الرئيس المجرم بشار الأسد ــ وقبله والده ــ يستخدم للقتل أدوات، أغلبهم من أهل سوريا، هم من يقبل تنفيذ أوامره، بل هم من يقوم على التنفيذ من طيارين وجنود، وهؤلاء جمع من الناس وليسوا فردا واحدا حالته شاذة، ولا بد ــ مستقبلا ــ من دراسة عميقة للآلية التي تستعبد بها هذه الأنظمة مجموعة كبيرة من الناس وتقنعهم بقتل بعضهم البعض من أجل واحد!!.

لا تقل إن الخوف على النفس أو تهديد الأسرة أو الولاء لجماعة شريرة من أجل المصالح هو ما يجعل مجموعة تعد بمئات الآلاف من الناس توافق على تنفيذ أوامر بإبادة شعب بأكمله يتفق معهم في الانتماء والدين واللغة، وكانوا يعيشون مع بعضهم بسلام في بلد واحد، ثم فجأة تقبل هذه المجموعة أن ترى الآلاف من الأطفال والنساء والمسنين والشباب يبادون بسلاح كيميائي مثل ما حدث (أمس) في الغوطة بدمشق ولا يتأثرون ويثورون!!، ناهيك عن أن يقوم مئات منهم بالتنفيذ بأنفسهم بناء على أمر رجل واحد كان بالأمس طفلا مدللا يغيظهم دلاله ثم شابا مغرورا غريرا يفرض عليهم رئيسا دون أدنى تأهيل إلا أنه ابن الرئيس!!.

عندما أحرق أعوان القذافي طرابلس، قلت إننا تعودنا ــ كعرب ومسلمين ــ أن ينتحر رجل من أجل وطن، لكننا الآن نرى وطنا بأكمله ينتحر من أجل رجل مجرم، والشيء نفسه يحدث الآن في سوريا ولا غرابة أن يبيد إرهابي مجرم، وفرخ لمجرم، شعبا من أجل نفسه وقد تربى على الأنا والتسلط، لكن الأمر الذي يستحق دراسة العلماء والدارسين بجدية هو الحالة النفسية والتربوية وحالة الخنوع للشعوب العربية التي تجعل لديهم طواعية وانقياد غير مسبوق لرئيس متسلط، علنا نكشف السر وننقذ شعوبا عربية مقبلة على الانتحار من أجل رجل مجرم.