اليوم: 2 أبريل، 2014

على ذمتي .. الأخصائيات الاجتماعيات «يشحذن»!!

في مقال أول أمس الاثنين بعنوان (في ذمة النقل والمرور) تحدثت عن مآسي الوفيات الجماعية في حوادث الطرق وفقد أسرة لكل أفرادها أو عدد من أبنائها وركزت على دور قصور وتراجع وزارة النقل والمرور في حدوث تلك الكوارث، ولم تكف المساحة للتطرق لقصور وزارة الشؤون الاجتماعية في القيام بدورها لمساندة اجتماعية ونفسية لمن بقوا أحياء وفقدوا فلذات أكبادهم أو أباءهم أو أحبابهم، فوعدت أن أتطرق في مقال الثلاثاء لهذا القصور، لكنني وجدت أن كوارث مرورية وإنسانية أخرى في الطريق إذا أصر اتحاد كرة القدم على إقامة مباراة تتويج فريق النصر الجماهيري في القصيم فرأيت تقديم مقال أمس بعنوان (على العقلاء حقن دماء تتويج النصر) وأعتذر لكم. فالواضح أن أشكال القصور و التخبط والإهمال تتكاثر علينا ككتاب رأي فأصبحنا مثل خراش لاندري ما نصيد، أو بالعامية (ما ندري وش نبدي؟!).

 

على أية حال الشؤون الاجتماعية في أي بلد متقدم لا تقتصر مهمتها على صرف مستحقات الضمان أو بطانية الشتاء، كما هو الحال لدينا، بل إن مهمتها الأساس هي توظيف أخصائيات اجتماعيات وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين يتواجدون فورا وبسرعة لا تقل عن سرعة سيارة الإسعاف لمواساة وطمأنة أقارب الضحايا، وحماية من بقي حيا من التعرض لصدمة نفسية مميتة له في الحال، أو تعيش معه وتقتله بعد حين!!.

 

للأسف، وخذوها مني أن هذا الدور معدوم تماما لدينا، وأنه رغم كثرة خريجات وخريجي تخصص علم الاجتماع وبطالتهم إلا أن وظائفهم هي من أشح الوظائف وأقلها، بل خذوا مني أيضا وعلى مسؤوليتي وفي ذمتي أن الأخصائيات الاجتماعيات في مستشفيات وزارة الصحة لم يمكن من القيام بدورهن الذي تعلمن من أجله وهو مساندة المرضى، وتلمس احتياجاتهم الاجتماعية في حدود المرض و المستشفى ومساندة أقارب من يتوفى أو يبلغ بمرض خطير، بل يطلب منهن ويجبرن على جمع التبرعات لشراء أجهزة، أو دعم برامج ويتم تقييمهن على هذا الأساس وهذه من أعظم شكاواهن وأكبر مسببات إحباطهن.

 

وعودا إلى موضوع المساندة الاجتماعية والنفسية لمن فقدوا أحبابا فإن هذا الدور معدوم لدينا ولا توليه وزارة الشؤون الاجتماعية أدنى اهتمام رغم أهميته الكبيرة في بناء مجتمع سليم نفسيا وذهنيا، ولولا قوة الإيمان وتواجد دعاة أفاضل و تكاتف أفراد المجتمع لحدث ما لا تحمد عقباه علما أنه ولانشغال الناس بأنفسهم، وأن بعض المكلومين لا يجد حوله من يواسيه فإن الحاجة ماسة الآن لمساندة اجتماعية رسمية، وتوظيف المتخصصين في هذا العلم الهام.