بالمناسبة، حادثة القتل في السويدي ليست الأولى ولا الوحيدة، ولا يميزها عن حالات قتل مريض نفسيا أو مدمن طليق لبريء سوى التصوير!!، السويدي نفسه كان مسرحا لقتل مؤذن الفجر ولم يتحرك أحد، ربما لأنه لم يصور أحد، ولعلنا من سرعة النسيان وعظيم الإهمال نسينا المريض النفسي الذي طعن الشاب محمد العنزي ونجا ورفع عليه الشكوى، وقلت حينها عليه أن يشتكي وزارة الصحة التي أطلقته دون رعاية وبعد جرح العنزي (وهو الإنذار) قام ذات المريض بقتل الطفل رائد الكعبي المشهور بطفل تبوك، وسبق أن مريضا نفسيا مشخصا بمرض انفصام الشخصية من مستشفى الأمل بالرياض، وخارج من ذات المستشفى، دون تنويم، قام بنحر شقيقه المعوق أمام والدته وأبناء أخيه داخل منزل أخيه، وعند انتهاء محكومية سجنه المحدودة؛ لثبوت مرضه بالتقارير، أخرج دون سابق إنذار ليطرق منزل أخيه، ولم يتم إدخاله لمستشفى الأمل إلا بالواسطات والتوسلات وحب الخشوم، وحاليا قرر المستشفى إخراجه وشقيقه يطالب بأبسط الحقوق، وهو تقرير بسلامة وضعه وعدم تشكيله خطرا جديدا على الأسرة والحي، ولم يحصل عليه إلى اليوم ــ حسب إطلاعي على قضيته!!.
واضح جدا وقوع ما حذرت منه مرارا وتكرارا في هذه الزاوية وفي برامج تلفزيونية من خطر مرضى نفسيين هائمين في الأحياء دون رعاية لما أسميته (نصف الصحة المهمل)، وهو المرض النفسي الذي يشكل مع المرض العضوي كامل مرض الإنسان، وكلاهما مهمل، لكن الأول مهمل تماما ودون الحد الأدنى من الرعاية!!.
وواضح أيضا وقوع ما كنا نخشاه جميعا، وهو أن ما أصاب مشروع الحزام الصحي ومشروع التأمين الصحي (بلسم) قد يصيب مشروع المستشفيات النفسية الأربعة عشر التي كانت تحت التنفيذ في فترة وزارة الوزير حمد المانع، فها هم المرضى النفسيون هائمون يجرحون ويطعنون ويقتلون دون رعاية نفسية تحميهم من المرض وتحمي الناس منهم، وسنستمر في المعاناة والحوادث والتصوير ما دام أمثال أبو ملعقة يدورون في كل الأحياء