أكبر دليل على أننا نحتفي أحيانا بمن لا يحتاج الاحتفاء، ونكرم من شبع تكريما، ونبرز في احتفالياتنا من هو في غنى عن الإبراز والشهرة، أقول أكبر دليل على ذلك هو عدم حضور كثير من المكرمين والمحتفى بهم لحفل التكريم واستلام الجوائز.
طالبت كثيرا بأن نطبق الهرم المقلوب في أمر المكافآت والتكريم والاحتفاء بالجهود، والمقصود بالهرم المقلوب أن تكون المكافآت الأجزل لصغار الموظفين ثم تقل كلما ارتفع المنصب والمكانة الوظيفية، ذلك أن الجهد المبذول من صغار الموظفين هو الأكبر والراتب الشهري المصروف لصغار الموظفين هو الأقل وبالتالي فإن النتيجة وهي العمل والنجاح والإنجاز بذل فيه الموظف الصغير الجهد الأكبر وتقاضى عنه الأجر الأقل وأصبح من حقه على أقل تقدير أن يكون الأبرز في يوم الاحتفاء والاحتفال سواء بالمكافآت أو بالإشادة والإبراز والتكريم والشكر.
في المقابل فإن الموظف الكبير يعمل بالجهد البدني الأقل ويقتصر دوره على التخطيط والتوجيه والقيادة، وهو جهد فكري ومع ذلك وبحكم منصبه فإنه يتقاضى الأجر الأكبر والبدلات الأكثر وليس في حاجة إلى أن تكون مكافأته الإضافية في احتفالية المؤسسة أو الهيئة أو الوزارة هي الأكبر أيضا.
والموظف الكبير هو في الغالب مشهور ومعروف ومتواجد في كل الصور والمناسبات وليس في حاجة لمزيد من الإبراز في حفل تكريم المؤسسة أو الهيئة أو الوزارة، بينما الموظف الصغير يمثل له ذكر اسمه والصعود على منصة التتويج والحصول على شهادة أو درع أمرا كبيرا وفخرا عظيما يتباهى به أمام أبنائه وأهله وأصدقائه فلماذا نحرم صغار الموظفين من عنصرين هامين، هما المكافأة المستحقة والتقدير المستحق مع أنه الأحوج، ونجعل أصحاب الدثور يذهبون بالأجور ونشهر المشهور أكثر.