الحق يقال إن جميع الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية (مقارنة بالوزارات الأخرى) شهدت تطورا مذهلا خاصة في استخدام التقنيات الحاسوبية وتوظيف تطبيقاتها لخدمة الناس ولعل خدمات الجوازات أولها والبوابة الإلكترونية لوزارة الداخلية وخدمة (أبشر) أوضحها إذهالا فمن كان يصدق أن يتم كل إجراءاته من المنزل؟! في ذات الوقت الذي يتطلب فيه الحصول على موعد مستشفى تابع لوزارة الصحة الحضور قبل صلاة الفجر.
المرور وحده استثناء فاستخدامه لتقنية (ساهر) الرائعة صاحبها تقاعس في الرقابة الميدانية فلم يكتمل الهدف المنشود وهو الحد من الحوادث.
الدفاع المدني لا بد أن يكون محبوبا فهو جهاز تفان ومحاولة إنقاذ، وتطور فأصبح جهازا رقابيا على تطبيق معايير السلامة من الحوادث التي يعنيه إنقاذ ضحاياها مثل الحرائق والغرق والاحتجاز في المرتفعات أو السقوط في عمق أو التعرض لأي ضرر يمكن تلافيه.
ينتقد الدفاع المدني في مستوى أداء بعض أفراده نتيجة تدني تعليمهم أو تدريبهم وهذا أمر مرتبط بقاعدة (الجود من الموجود) وعلى المواطن المنتقد أن يظهر حماسة ويوظف أبناءه في هذا الجهاز وعلى التاجر أن يقوم بواجبات المسؤولية الاجتماعية فيسهم القطاع الخاص في دعم برامج التعليم والتدريب والمكافآت التشجيعية.
الدفاع المدني بموقفه الصارم وتوصيته بعدم سلامة إقامة مباراة تتويج بطل الدوري في ملعب القصيم، سجل موقفا تاريخيا أكسبه حب الجميع باستثناء المتعصبين المحتقنين رياضيا، وهؤلاء مثل كل الحساد والناقمين لا يقاس عليهم ولا يعتد بمواقفهم، فأي عاقل يحمل ذرة من قيم دينية إسلامية ومشاعر إنسانية لا يقبل بنسبة واحد من مليون تعرض حياة إنسان للخطر.
أتمنى من رجالات الدفاع المدني وقيادته الجديدة الشابة أن تنطلق من موقفها هذا الذي تلافت فيه كارثة جماعية إلى مزيد من المواقف ومن أهمها التركيز على انعدام مخارج الطوارئ في الأسواق وغياب الملاجئ تحت الأرض في حالات الحروب وملجأ الزلازل وكل هذه متطلبات أساسية طالبنا بها سابقا ولا يعلم إلا الله متى قد نندم على عدم توفرها.