اليوم: 4 مايو، 2015

كيف تقتلك الأدوية المزيفة ؟

تحدثت، في مقال الأمس، عن مسؤولية الجمارك في دخول أشكال صيدلانية (كبسولات وحبوب ودهانات) هي عبارة عن خليط من جرعات مضاعفة لمقو جنسي أو أدوية قلب أو منشطات وكرتيزونات، ووعدت بالتطرق لأهمية توعية المواطن عن خطورتها، فهو السلاح الأكثر فاعلية، خصوصا مع الفشل الذريع في منع دخول كميات كبيرة منها ورواجها في دكاكين العطارة!!.
وبمناسبة الوعي وكونه أهم من منعها، فإن زبائن هذه الأشكال المزيفة في العالم هم من السعوديين ــ للأسف، وهذا يدل على قصور شديد بالتوعية حولها من كل الجهات، وسوف أحاول هنا ــ رغم محدودية المساحة ــ كشف سترها كصيدلي والإقناع بخطورتها وشرح خطورة ميكانيكية عمل أخطرها وأكثرها رواجا.
المقويات الجنسية تأتي بمسميات عدة، وأغلبها مخلوطة مع العسل أو غذاء ملكة النحل للإيهام بأن المفعول للعسل ودعك من مسمياتها، فجميعها خليط من جرعات عالية جدا من الفياجرا أو السياليس أو هما معا!!، ولو طلبت من شخص أن يتناول خمس حبات فياجرا أو عشر حبات سياليس مركز، فقد يتهمك بالجنون ومحاولة قتله، لكن هذا ما يحدث فعلا، فالملعقة الواحدة من ذلك الخليط هي جرعات مضاعفة من تلك الأدوية، وهي عقارات تعمل عن طريق تنبيه مستقبلات في الجسم لإفراز مادة توسع الأوعية الدموية، فتضخ الدم وتحدث التأثير مسببة إرهاقا للقلب قد يؤدي إلى توقفه، بل حتى لو سلمت الجرة ولم يتوقف، فإن التوقف عن الدواء يثبط إفراز تلك الإنزيمات والمواد الضرورية، فيحدث ضيق شديد في الأوعية الدموية وارتفاع مفاجئ في ضغط الدم يؤدي لنزيف دماغي.
المخاليط الأخرى عبارة عن أدوية تقوية عضلة القلب، وهي تعمل بميكانيكية مشابهة، لكنها تؤدي لتراكم السوائل في الرئة وتضخم في القلب وهبوط في القلب والرئة، أما خليط آخر فهو عبارة عن جرعات مضاعفة من مدرات البول، فتؤدي لإدرار شديد في البول توهم الضحية بأنها أعشاب فعالة لكن النهاية فشل كلوي، ومن المخاليط شاي أو مشروبات توهم بخفض السكر وهي مجرد كميات كبيرة من أقراص علاج السكر المطحونة توهم بعلاج السكر، وغالبا يحضر المريض مصابا بغيبوبة انخفاض السكر، أما الدهانات فهي مغشوشة بكريمات كرتيزون تحدث مفعولا أسرع من الجرعات المقدرة صيدلانيا لكن تأثيراتها هي تأثيرات الكرتيزون الخطيرة جدا على الكبد والمناعة وأعضاء الجسم المختلفة.
للأسف، فإن ثورة مواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك وواتس آب استفردت بالمريض المتعلق بقشة وهم، مع غياب تام للتوعية.