اليوم: 19 مايو، 2015

الصحة ليست محرقة

ليس صحيحا أن وزارة الصحة تحرق من لا يهمل أو يتساهل أو لا يجيد الإدارة فيلقي بنفسه في التهلكة!!، بل لأنهم كانوا إذا غاب عن الدوام طبيب تركوه وإذا غاب موظف السنترال أو الصادر والوارد أقاموا عليه أقصى عقوبة!!.
أغلب مشاكل المواطنين مع الصحة وشكواهم ومقاطع الفديو التي يتألمون من خلالها لا يدخل ضمن أسبابها نقص في الإمكانات أو العدد والأجهزة والآلات ولا حتى توفر السرير، إنما أهم أسبابها غياب الطبيب الاستشاري الحكومي عن موقع مسؤولياته وتواجده أثناء وقت الدوام الرسمي صباحا وظهرا وعصرا ونهارا جهارا في مستشفى خاص أو أهلي يمارس عملا غير مشروع ولا مسموح ولا تقبله أخلاقيات مهنة الطب رغم ما وفرته له الدولة من جزيل الراتب والبدلات والمميزات.
أشهر مهلكات وزراء الصحة الأخطاء الطبية، وهذه أهم أسبابها ليس المضاعفات كما يدعون، بل غياب الاستشاري الخبير المختص المعلم وإيكال التدخلات الطبية والجراحية لطبيب متدرب قليل خبرة لا يجد حوله رئيس فريق يوجهه ولا حتى رئيس قسم يبلغه بغياب الاستشاري بل ولا مديرا طبيا يشكو إليه!! (حتى كبار المديرين الطبيين يزوغون يا عالم).
حتى أمر قبول الحالات ودخولها إذا توفر السرير ودعت الحاجة الطبية والضرورة القصوى تتأخر بسبب عدم تواجد الاستشاري ورئيس القسم والمدير الطبي فيبقى ذلك الطبيب المتدرب المسكين الذي يسمونه طبيبا مقيما (رزدنت) يتحمل لوم الناس والشكوى وملاحقة كاميرا الجوال وهو لا حول له ولا قوة ورئيسه لا يرد لا على (بيجر) ولا (جوال) وفي مستشفيات خاصة يعشق (التجوال)!!.
أنصح وزير الصحة (أي وزير صحة غير طبيب) بقراءة كتاب غازي القصيبي (حياة في الإدارة) خاصة ما يتعلق بتجربته القصيرة في وزارة الصحة!!، وهل أهم وأثمن وأكثر شيوعا من سلوكيات تكتشفها في أقصر الفترات؟!.