ثامر كشف المستور

ثامر (٣٣ سنة) شاب سوي عاش يتيم الأب بارا بوالدته مكافحا في طلب رزقه، توظف ثم فصل من عمله ظلما كما يعتقد وتعتقد والدته وأخواته فأصيب بصدمة نفسية شأن كل مفصول فما بالك بمن لا يبرر له حقوقيا أمر فصله وتتاح له الفرصة للدفاع عن نفسه (ديوان المظالم أوجدته الدولة حفظها الله لهذا الغرض لكن كثر لا يجيدون التظلم ويخشون طول إجراءاته).
عانى ثامر تدهورا نفسيا سريعا وعانت والدته، وكما هي الحال التي حذرنا منها كثيرا فلا رعاية صحية للمرض النفسي، وكان رد مستشفى الأمل المعتاد أنه لا سرير ولا أمل!!، فهام ثامر مثل كثيرين غيره يعانون أعراضا نفسية يسهل علاجها لو وجد الاهتمام بنصف الصحة المهمل (الصحة النفسية).
قبل رمضان بيومين وتحديدا ليل الاثنين فجر الثلاثاء ٢٩ شعبان ١٤٣٦هـ كان ثامر يقف على رصيف عريض أمام بوفيه مقابل مجمع الملك سعود الطبي (مستشفى الشميسي بالرياض) يأكل شطيرة ويقرأ ملصق ألصقه فاعل خير مكتوب عليه بخط جميل (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ليفاجأ الجميع أن سيارة يقودها مقيم عربي بسرعة أفقدته السيطرة عليها تقفز الرصيف وتدوس ثامرا وتضع نهاية لمعاناته تحت عجلاتها في الحال، لكن معاناة والدة ثامر لم تنته.
تقول أم ثامر لي شخصيا إن ابنها بقي في ثلاجة المستشفى يومين كاملين دون أن يتصل عليها أحد مع أن المرور باشر الحادث وأوقف السائق ووجد مع الجثة جوال ثامر في حالة سليمة ومفتوح وغير مشفر برقم سري ويوجد في قائمة الأسماء رقم باسم (أمي) وآخر باسم (البيت)!!.
تقول ورغم حضورنا لم نسلم الجثة إلا بعد خمسة أيام فقد رفض المستشفى إخراجها إلا بعد إحضار ورقة من مرور الناصرية، تقول ذهبنا لمرور الناصرية وكان الموظف نائما وكل من سألناه عن الورقة المطلوبة لا يساعدنا وأكثر ما سمعناه عبارة (الناس صايمين وتعبانين).
أم ثامر لاتزال تنتظر الحصول على شهادة الوفاة لإتمام الإجراءات القضائية مع الخصم ولم تحصل عليها بسبب تأخر تقرير المرور!!.
قصة (ثامر م س ص) ليست جديدة ولا فريدة لكنها توجه رسائل لعدة جهات وعدة مسؤولين عن أوجه قصور خطيرة تشكل هما للمواطن وعلاجها سهل، أما رسالة أم ثامر التي حملتني أمانة نقلها فهي لمن فصل ثامر أصلا تقول (حسبي الله وهو نعم الوكيل إليه أشكو حزن ابني في حياته وحزني عليه بعد مماته، حرمته من حقه وحرمتني من حضنه).

اترك رد