الوزارة لا تدار بتغريدة!

رغم كل الحوادث الكوارثية التي مررنا بها، ورغم كل الأحداث الغريبة التي مرت علينا نتيجة عدم قيام قسم أو إدارة أو فرع لوزارة بمسؤولياته الأساسية بل بالحد الأدنى من واجباته اليومية، إلا أننا لا نزال نعتمد على الإدارة بالتفاعل الآني مع الحادث لا عمل نظام رقابي روتيني يمنع حدوثه!!.

لك أن تستحضر من الأمثلة ما شئت وستجد أن كل مصائب التقصير التي ذهب ضحيتها أفراد أو جماعات كان بالإمكان تلافيها لو فرضت الوزارة نظاما ومنظومة عمل تنفيذي ورقابي دائم يمكن من قياس الأداء واصطياد الأخطاء والمعاقبة عليها حتى بدون حدوث نتائج كارثية للأخطاء، وسن نظم وإجراءات وسياسات عمل شاملة ودقيقة وقابلة للتحديث!!.

أم الكوارث، كارثة سيول جدة كانت بسبب مخالفات واضحة لم تكتشف في حينها ولا بعد حين، ودعونا الله أن تكون خاتمة الكوارث، لكننا لم نتعلم منها فتكررت في الرياض والباحة وغيرها، هذا مجرد مثال.

ودعني أضرب لك أمثلة بطريقة عشوائية دون التقيد بزمان أو مكان أو مسؤول وستجد أن جميع تلك الحوادث والكوارث وقعت وكان بالإمكان تلافيها لو قام كل موظف صغير وكبير بعمله كما يجب أو اكتشف تقصيره اليومي وعوقب عليه قبل وقوع الفأس في الرأس!، وستجد أيضا، وهذا الأهم أن كل حادث رافق أيام وقوعه الثلاثة الأولى تصريحات للمسؤول ووعود ووعيد و(هياط) إعلامي وتفاعل برامج متلفزة! وجميعها لم تتجاوز فترة العزاء في الضحايا (٣ أيام).

غرق جدة وغرق أنفاق السويدي في الرياض وغرق مخرج ١٣ بالرياض ووفاة الطبيب الجهني بخطأ طبي ووفاة رزان بجملة أخطاء طبية وانهيار السقف في أكثر من مدرسة وقتل مفحط لعشرات المتجمهرين وانفجار ناقلة الغاز قرب كبري خريص بسبب سائق غير نظامي لمتعهد النقل وحادث انهيار جسر الثمامة بسبب السيول وحوادث طعن معلم أو معلمة أو طالب في داخل المدرسة وحادث وفاة أسرة كاملة بسبب مبيد حشري بجدة وتلوث دم رهام والوفيات اليومية للمعلمات المعينات في مناطق نائية وحريق مدرسة البنات بمكة.

المشكلة أننا ورغم محاولات التصحيح لا نزال نعيش نفس الأحوال مع الوزراء الجدد، التجاوب مع الحادث بتصريح وتغريدة، والأدهى من ذلك تغريدات سنفعل وسننجز وقابلت اليوم الوزير الفلاني وسنتعاون!، الوزارة لا تدار بتصريح وتغريدة.


اترك رد