خصوم هيئة رجل الهيئة

في أمريكا (مثلا) يبطح رجل الشرطة أو (رجلة) الشرطة (أقولها تجاوزا حتى لا يقولون تجاهلت المرأة، لأن في شرطة أمريكا وغيرها نساء مسترجلات أقوى من بعض الرجال ويصعب أن تسميها امرأة أو تؤنث صفاتها إلا بتاء التأنيث لأن الباقي ذكر وأي ذكر؟!)، أقول في أمريكا يبطح الشرطي أي (مشكوك فيه) على الأرض بطحا مهينا ويدوس على (علباه) ويقيد يديه لمجرد شك، فيثني عليه بعض (ربعنا) ويعتبر تصرفه حنكة بوليسية واحتياطا مطلوبا، حتى لو كان الضحية ولده أو شقيقه المبتعث أو حتى هو!، فمثل هذا التصرف عسل على قلبه وثقل بسطار الشرطي الأمريكي سمن على علباه!، ولو كانت رجل شرطية فقد يسعد بها ويقول (ادعس يا جميل) و(أين الكعب يا حلو).
في أمريكا أيضا قتلت الشرطة متهما بريئا، لم تثبت إدانته، لمجرد أنهم شكوا فيه وحصلوا على إذن تفتيش منزله وصادف دخولهم عليه في دورة المياه وهو يرفع مجفف الشعر (الاستشوار) فظنوه مسدسا و(سشوروا) جسده بوابل من الرصاص ولم يلمهم أحد، وما كان ذات البعض من (ربيعنا) سينتقدونهم بل ربما أشادوا قائلين (شف يا خي حرص وسرعة تفاعل الأمريكان!).
إذا هي مجرد عقدة وتحزب مع أو ضد، وهذا ما حدث مع تصرف رجل الهيئة (تلال الأرقاب) فكل من هو ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر افترض مسبقا أن المقبوض عليه لم يقاوم ولم يستفز، ولم يرتكب فعلا أكثر من مجرد التصوير، وأن رجل الهيئة تله من رقبته تجاوزا وبدون مبرر!، كل ذلك بسبب موقفهم من هيئة رجل الهيئة!، ولو ارتدى رجل الهيئة بنطالا وبسطارا لكان (تل الرقبة) هو مجرد إمساك لمخالف من (عروته) وأمر عادي جدا.
لهؤلاء أقول إن رجال الحسبة في مرحلة من مراحل هذا الوطن المتميز بتطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانوا يرتدون بدلة وغترة وأرجعوا للصور القديمة، ولن تتغير مواقفكم، بالرغم من تغير نظرتكم، تماما مثلما تغير دفاعكم عن المخالف لمجرد أنه غرد ذات يوم بثناء على الهيئة! ولو كان ممن يغردون بضرورة إلغائها لكان لكم هجوم إعلامي (يتل) رقبة فرد الهيئة وكيانها.

اترك رد