مواطن سد السيل بعباته فهل تحجب الشمس بمنخل؟

عجيب غريب هذا المواطن، أحيانا كثيرة لا يستطيع بناء حجرة في سطح بيته أو فتح باب سواق في سور منزله لصعوبة الحصول على (فسح) لأن (النظام) يمنع، وأحيانا كثيرة يستطيع هذا المواطن بقدرة قادر أن يبني في مجرى وادي فيسده، أو يقيم فندقا يعترض طريقا سريعا أو كما نشرت «عكاظ» أمس يسد معبر سيل كامل بحاجز خرساني فيحول مسار السيل لإغراق المنازل وفقدان الأطفال والماشية وإتلاف المحاصيل الزراعية، وهذا ما حدث في وادي تبالة في بيشة الذي أغلق مواطن عبارته أمام السيول الجارفة فتحول مسارها للإضرار بمواطنين آخرين فقدوا أطفالهم وهلك حرثهم وضاع رزقهم وماشيتهم وغرقت منازلهم.
في السابق كنت أعتقد أن المثل الشعبي الساخر (يبي يسد السيل بعباته) أي بعباءته والذي يسخر ممن يعتقد أن بإمكانه أن يوقف قوة السيل الجارفة بعباءته كناية عن استحالة منع الأمور الصعبة والقوى الجارفة بمجرد قماش، كنت أعتقد أنه مثل شديد السخرية لشدة الاستحالة، لكن حادثة بيشة أثبتت أنها أقوى من السيل الجارف وقادرة في ظل انعدام الرقابة وغض الطرف على رد السيل بعباءة النفوذ وعدم تقوى الله ولا خوف من خلقه، فحسب «عكاظ» أن مسؤولا سابقا في المحافظة متورط في إغلاق عبارة سيول لمنفعته الشخصية المتمثلة في إنشاء محطة وقود وأنه (منزعج) من فتح العبارة وتوعد بتقديم شكوى، ولا ألومه عندما ينزعج، فحسب رئيس بلدية بيشة الدكتور فيصل الصفار فإن هناك موافقة من إدارة النقل في محافظة بيشة حصل عليها صاحب المحطة وتسمح له بإغلاق مجرى السيل.
السؤال المهم هو أين الرقابة والمتابعة والصيانة والاحتراز من السيول مما حدث وكأن بيشة أو عسير كلها لم تشهد من قبل قطرة مطر؟! ثمة مثل آخر شعبي وجميل (قال من أمرك قال من نهاني).
لماذا تقتصر الرقابة على مواطن يريد أن يبني حجرة في سطح منزله أو يفتح بابا لسائقه أو يسد نافذة في شقته.
الأمثال الشعبية (رهيبة) وحكيمة فكيف تنبأ الأولون بأن لرد السيل علاقة بالعباءة، وهل ستبدي لنا الأيام أن الشمس يمكن أن تحجب بمنخل؟! سنرى وسترون.

رأي واحد على “مواطن سد السيل بعباته فهل تحجب الشمس بمنخل؟

  1. سعادة الاستاذ محمد الاحيدب
    قال الله تعالى (ياأيها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنأ فتبينوا ان تصيبو قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
    كما عودتنا بمقالاتك واطروحاتك الحكيمة والجميلة اود ان اوضح لكم ان الامر خلاف ما نقلته صحيفة عكاظ وخلاف ما صرح به رئيس البلدية في بيشة.
    حيث ان العقم الذين ذكر هو في ارض مملوكة بصك شرعي وتم توزيع الاراضي في هذا المخطط الزراعي بواسطة وزارة الزراعة والتي اثبتت ان هذه العبارة ليست وادي.
    وان المتضرر الوحيد من ارتداد السيول خلف هذا العقم هو المسئول الذي ذكرته الصحيفة.
    والسؤال لماذا البلدية والدفاع المدني وادارة الطرق ترى هذا العقم منذ سنوات ولم تزيله وكيف منحت صاحب محطة الوقود تصريح البناء المحطة. بل اصدرت وزارة الزراعة خطاب الي وزارة النقل ان هذه العبارة ليست مجرى وادي.
    واتمنى ان تزور بيشة والموقع المذكور او ان تسأل مراسل صحيفة عكاظ حيث انه تم ايضاح الامر له عند نشر الخبر.
    همسة لسعادتكم المسئول المذكور لم يكن متواجد اثناء الحدث وانما كان خارج المملكة فكيف رفض فتح العقم وتوعد بتقديم شكوى.
    شكرا لسعادتكم

اترك رد