حقائق غيبت في قضية رهام يا وطني!!

حق علينا لهذا الوطن أن نصدق معه الشهادة، ونهديها لمن رغب الاستفادة منها لمصلحة الوطن، سواء أكان مستشارا ناصحا، أو مسؤولا مخلصا، أو مواطنا محبا يبحث عن الحقيقة ليطمئن لمحبوب، فلا مزايدة على الوطن.أولا: لا صحة لأن قضية رهام كانت ستحظى باهتمام أكبر وتفاعل أشد لو كانت رهام ابنة رجل أعمال أو صاحب وجاهة، خصوصا من قبل القيادة العليا، وعلينا أن نتذكر أن من قصدهم خادم الحرمين الشريفين متوجها من نيس الفرنسية إلى جازان هم جيران رهام وأبناء عمومتها وليسوا أبناء رجال أعمال، وأن نتذكر أن الموقف برمته من مستشفى عرفان كان قرار رجل واحد أخطأ أو أصاب، والأصح والأكثر إنصافا أن قضية رهام لو لم تطرح إعلاميا لما وجدت أدنى اهتمام أو قلق من وزارة الصحة، بصرف النظر عن من تكون أو ابنة من، وهذا واقع مؤسف، لكنه من فرد لا من وطن، وسيقتص لها الوطن، أقولها جازما!!.ثانيا: الفرق الشاسع بين القائد الإداري المؤهل إداريا و إدارة الطبيب أن الإداري المؤهل الخبير إذا جاءه صيدلاني مثل مدير التموين الطبي يحمل مقترحا في شأن يتعلق بعمل مختص آخر مثل مدير المختبرات وبنوك الدم، فإن القائد الإداري يستدعي مدير المختبرات ويتيح له فرصة إبداء رأيه في المقترح الذي يخص صميم عمله ومسؤولياته، ولا يفرضه عليه فيضطره للتنحي، بينما المدير الطبيب يستمع لكل مقترح وكأنه يسمع من مريض، وهذا ما دهور عمل المختبرات وبنوك الدم وسبب نقص الكواشف والرقابة.ثالثا: شهادة حق يعرفها أبناء جيلي، ويجب أن تعرفها الأجيال، أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب القلب الكبير والعاطفة الإنسانية الجياشة، سن سنة حميدة منذ أن كان وليا للعهد بأن يزور المرضى الذين أجريت لهم عمليات معقدة، وبدأ ذلك بزيارات متتالية لمن زرعت لهم الكبد برئاسة جراح زراعة الكبد الدكتور محمد السبيل، وكان ــ حفظه الله ــ يشد على يده ويشجعه وزملاءه، لكن الدكتور السبيل لم يستغل هذا التكريم من أعلى سلطة في الاستفراد بالقرار أو استعراض القوة على زملاء العمل، وهذا أمر هام جدا في رفع المعنويات واحترام وجهات نظر المختص، وبالتالي إتقان الأعمال دون ضغوط أو إخفاق أو استقالات.

اترك رد