قهر 25 يتيما

أجزم أن أمير الرياض لن يدع هذه الحادثة تمر (مرور اللئام)، فلسموه مواقف صارمة مشهودة في حوادث مشابهة، منها ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ حادثة سقوط لعبة ملاهي الحكير. وما حدث في درة الملاعب، في درة الأوطان، وفي درة العواصم، من منع إتمام خطوة دخول مجموعة من الأيتام إلى الملعب مرتين وقهرهم مرتين والتردد في تنفيذ رغبة إسعادهم وترفيههم مرتين، أمر لا يليق بالكرام، ويجب أن يتم التوقف عند الحادثة كثيرا، وأن تكون سببا في بحث أحوال الأيتام وما يتعرضون له من مواقف قد لا تشتهر لأنها تتم بعيدا عن الإعلام.

لا شك ــ مطلقا ــ أن الحادثة امتداد لسوء إدارة الملعب وعدم اكتراثها، والتي طال بها الأمد مستمدة قوتها من التغاضي عن أخطائها التي اشتكت منها حاضرا وماضيا قنوات فضائية وبرامج إعلامية لا تروق لها، أو إدارات أندية لا تخشى منها، أو مراسلون لا يوافقون هواها، وامتداد أخطاء شركة تدير المباريات يقوم عليها داخل الملعب وخارجه (غير سعوديين) لا يقدرون الصلة القوية التي تربط نسيج المجتمع السعودي وتحرص على ترابطه، لذا فربما أن أولئك الأجانب لا يعرفون ما هي جمعية إنسان، ولا موقف المجتمع السعودي من اليتيم، وكيف يجب التغاضي عن كل الأنظمة العقيمة والتعليمات البيروقراطية طالما أن الأمر يمس جانبا إنسانيا، ويتعلق برسم البسمة ومسح الدمعة عن يتيم، وخصوصا أن المباراة في بطولة (محلية) لا أطراف أخرى آسيوية أو عالمية فيها.

لكن الأمر يجب أن يتعدى مجرد المحاسبة الصارمة والموقف الصلب الذي ننتظره من رئيس رعاية الشباب ضد إدارة الملعب وعدم إنسانية الشركة، فلا بد أن يطال التحقيق درجة التمثيل في الوفد المرافق للأيتام وقوة الاتصال مع مراكز القوة في الجمعية، ولماذا لم يتم تدارك الأمر فور حدوثه بالاتصال عبر الجوال بمستويات أعلى في جمعية (إنسان)، والتواصل مع الحكماء في رعاية الشباب بدلا من توسل مرافق الأيتام مع فاقدي الحكمة والمشاعر داخل الملعب ممن حكمتهم (منزوعة الدسم).

هذا الموقف قد يكون جرس إنذار لمستوى دعم الأيتام وقوة الظهر الذي يستندون إليه في احتياجاتهم التعليمية والصحية والاجتماعية وليس فقط الترفيهية!!.

اترك رد