اليوم: 20 مايو، 2013

كلّ على مولاه

يذكرني الموظف المقصر في القيام بمسؤولياته وواجباته الوظيفية رغم ما يجده من دعم، يذكرني بالآية الكريمة التي قال فيها الخالق سبحانه وتعالى: (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) النحل (75 ــ 76)، فهذا الموظف يتسبب في إحراج مسؤوليه بتقصيره بعدم قيامه بمسؤولياته، أو عدم قدرته على القيام بمسؤولياته رغم أن الوطن يمنحه المال الكافي والفرصة المهيأة والإمكانات التقنية والموارد البشرية وكل مقومات النجاح، لكنه يفشل في استغلالها ويسيء بذلك للجهة التي يعمل فيها وللمسؤوليات المناطة به.

النماذج لهذا الموظف كثيرة وتكشفها لنا الأيام يوما بعد يوم، لكننا نتمتع بصبر ورحابة صدر يستوعبان كل أشكال القصور التي لا تكون مبررة وتتراكم وتزداد فيضيق بها صدرنا الرحب.

قد يكون للأبكم عذره الخلقي وسبب ابتلاه الله به فلا يقدر على شيء، لكن الموظف المقصر يتظاهر بالصمم وهو ليس أصم، ويمارس السكوت وهو ليس أبكم، ويحدث منه النقص وهو القادر على التمام، يحصل منه القصور والصمم والبكم والنقص من ذات نفسه، فلسنا مجبرين بالصبر على قصوره وتحمل أخطائه.

العلاج لهذا (الكل) يكمن في المحاسبة اليومية والرقابة الصارمة على أدائه والتعاطي مع ما يوجه إليه من نقد بحزم وقوة، وحتى في هذا المجال فإن الوطن قد أسس هيئات ومؤسسات رقابية أحدثها هيئة كبرى لمكافحة الفساد، لكنها هي الأخرى لم تقم بعد بكل مسؤولياتها كما يجب، وإذا قامت ببعض المسؤوليات، فإن علينا أن نتعامل مع نتائجها بجدية وعقوبات حازمة نحو المقصرين والفاسدين، خصوصا أن الوطن هيأ لكل موظف كل مقومات النجاح.