لكيلا نخسر قراءة السديس وختمته

حراك دائم ونشاط واضح يشهده الحرمان الشريفان منذ أن تولى معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس منصبه رئيسا عاما لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، امتدادا لجهود كبيرة بذلها من سبقوه في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين تذكر فتشكر، وهذا الحراك الجديد الذي أتم عاما حافلا ويزيد سبق أن رصدته «عكاظ» منذ بداياته وبالتفصيل في زاوية (رؤية) بقلم الأستاذ عبدالعزيز حنفي في يوم الجمعة 28 شعبان 1433هـ، في مقال لا يحتاج لإضافة سوى التأكيد بعد مرور عام على ما ذكر أن تلك الجهود والحركة الدائبة التي يتابعها الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ويشرف عليها مباشرة بنفسه آتت أكلها سريعا، ولا تزال تطرح الثمار في شكل تطور ملحوظ في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والمصلين في كل المواسم والأوقات، ولمسها الناس وهم شهود الله في أرضه.

ولا شك أن أعمال الإدارة والمتابعة والإشراف تحتاج إلى وقت وتركيز وجهد قد تقتطع جميعا من وقت وتركيز وجهد الشيخ السديس الإمام ذي الصوت العذب الذي يصل إلى القلب قبل الأذن، والخطيب الذي يحسن اختيار قضايا الساعة فيتناولها بشمولية لا تستغرق وقتا، ودقة انتقاء تقطر حكمة، ووصول للهدف النبيل دون مجاملة ولا مداهنة ولا إثارة ولا فتنة، وصاحب دعاء الختمة في رمضان الذي ينتظره المسلمون في المعمورة أجمع على اختلاف مواقيتهم وأعمارهم، تنتظره العجوز لتدعي، ويعقد معه المسن موعدا ليلبي، ويتسمر أمامه الفتى الشاب خاشعا يبكي.

أحمل إلى الشيخ الجليل توسلات الملايين بأن لا ينشغل بالإدارة عن الإمامة والخطابة، ودعاء ختم القرآن، ونحن نثق بقدرات من يخلفونه في الإمامة ونتطلع لبروز ما لديهم من قدرات وإمكانات تتدفق من معين خير لا ينضب وسيستمر ينجب وينجب، لكننا نقترح أن يساوي الشيخ بين الإنابة في الإمامة وتوزيع الصلاحيات في الإدارة والإشراف؛ لكيلا لا نخسر الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الإمام الخطيب عندما كسبناه رئيسا عاما نشيطا ذا حراك ومنجزات.

اترك رد