عجبا للإنسان كيف ينهى عن خلق ثم يأتي بمثله مع علمه أنه عار عليه إذا فعل عظيم.
لا تقلقوا فلن أتحدث عن الأحزاب والمعتقدات فأكثر شيء لا أحبه ولا أجيده ولا أريد أن أجيده هو الخوض في أمر المذاهب والاعتقادات والخلافات المذهبية وحتى الحزبية، فأنا أكتفي بالعقيدة الصحيحة الناصعة كالمحجة البيضاء وأدعو مقلب القلوب والأبصار أن يثبت قلوبنا على دينه.
لكنني أعجب من أشخاص يدعون ثقافة وتعلما وتحضرا ورقي فكر كانوا بالأمس القريب ينتقدون من يصنف من يختلف معه على أنه (علماني) على غير أساس إلا من طرح رأي أو اتخاذ موقف أو حلاقة الشنب مع اللحية، وذات الأشخاص أنفسهم يمارسون نفس ما كانوا ينتقدونه فيصنفون من يختلف معهم على أنه (إخواني) على غير أساس إلا من طرح رأي أو اتخاذ موقف أو حف الشنب وإكرام اللحية.
أعتقد جازما أن بين هؤلاء وهؤلاء شعرة رقيقة تربطهم هي خصلة (التصنيف) وصفة تجمعهم هي صفة الجهل والتسرع في الحكم وتحويل الاختلاف إلى خلاف.
ليس في أي من الفريقين في الحقيقة والواقع من يتميز عن الآخر وعيا ولا عمقا ولا ثقافة ولا علما، فقد ثبت أن الذين يسخرون ممن يتهمون شخصيات بالعلمانية أجهل بمراحل منهم، فهم يمارسون ذات التصنيف الذي ينهون عنه وهنا يكمن الفارق في عمق الجهل بمراحل وهو أنك تفتقد للذكاء والعلم الذي يحميك من الوقوع في خلق كنت تنهى عنه !!.
على أقل تقدير ومقارنة فإن من يصنفون من يختلف معهم على أنه (علماني) كانوا من فئة شباب متحمس أو مغرر بهم ويكتبون بأسماء رمزية مجهولة في مواقع على الشبكة العنكبوتية (ساحات) ومنتديات وخلافه، أما من يصنفون من يختلف معهم على أنه (إخواني) فأسماء مشهورة ويكتبون في صحف معروفة يفترض أن تقوم اعوجاجهم وتذكرهم بما كانوا يقولون بالأمس.