الشهر: ماي 2015
أي نجومية تقصدون ؟!
هيئة بلا ظلم
كان لا يمر أسبوع إلا وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تعرضت لاتهام بارتكاب إحدى دورياتها أو أحد منسوبيها لاعتداء على مواطن أو مقيم في بعض وسائل الإعلام، خصوصا بعض البرامج التلفزيونية التي لها موقف سلبي مسبق الصنع من الهيئة، وعدم استعداد لإنصاف المتهم من أفرادها، ولعل أوضح الأمثلة حادثة البريطاني الذي تهجم على أفراد الهيئة ورفض إبراز هويته لرجل الأمن وأظهر تلفزيونيا على أنه المظلوم (أتمنى إعادة التحقيق في القضية التي ظلمت فيها الهيئة أعضاءها!!).
مرت عدة أشهر وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تتعرض لأي تعريض!!، ولم تشن عليها أية حملة اتهامات، رغم أنها استعادت نشاطها وهيبتها أكثر من أي وقت مضى!!، وهو ما يدل على أن هذا الجهاز الحساس الهام كان مخترقا من الداخل، وكان يتعرض لنيران صديقة!!.
حتى أحد أهم إنجازات الهيئة على الصعيد الاجتماعي، وهو محاربة الابتزاز بستر وحكمة وإنقاذ لضحاياه، شكك فيه بعض الإعلاميين بالقول ظلما وبهتانا إن قضايا الابتزاز مفبركة ومبالغ في أرقامها!!، وأتمنى أن نسمع اعتذار من قال بهذا الافتراء، بعد أن أعلن رقم ساخن لتقبل بلاغات الابتزاز، وبعد أن تنوعت حوادثه وأطرافه!!.
القنوات الفضائية والأقلام التي كانت تحارب هذا الجهاز الحكومي الهام لم تكن تنتقده نقدا موضوعيا؛ مثلما تنتقد الشرطة أو المرور أو الأجهزة الرقابية المشابهة كالبلديات ومراقبي التجارة!!، بل كان نقدا يستهدف استمرار الجهاز نفسه، ويطالب بإلغاء الجهاز، دون اعتبار لكونه جهازا يمثل شعيرة دينية أساسية أخذ هذا البلد الأمين على عاتقه القيام بها.
فشلونا
فارس عوض وغيره «عليه العوض»
كم وفاة تكفيكم للتحرك؟!
النصر مثل وطننا محسود مرزوق
«مسج» خطيرة ترسلها دكاكين المساج !!
منعنا الخمور ولنمنع غيرها
مشكلتنا أننا ننسى كثيرا ونجامل أكثر، لقد نسينا وبسرعة الوفيات التي سببتها تلك المشروبات التي تسميها مصانعها ودعاياتها بمشروبات الطاقة، وهي في واقع الحال خليط من مواد خطيرة جدا على المخ والكبد والكلى، ويكفي أنها تسببت عندنا في موت مفاجئ لأكثر من ثلاثة شباب في أوقات مختلفة، ويراجع المستشفيات بسبب أضرارها المئات بأعراض تلف في خلايا المخ وفشل في وظائف الكبد والكلى وسرطانات متعددة.
طالبت كثيرا، ولن أتوقف أو أستسلم، بمنع دخول وبيع هذه المشروبات نهائيا، ومنع الإعلان عنها بما يخدع الشباب، وتحقق منع الإعلانات، ولم يتحقق منع الدخول والبيع.
حتى منع الإعلانات لم تلتزم به بعض القنوات التلفزيونية التجارية، وكثف وكلاء هذه السموم الإعلانات في البرامج الرياضية حيث جذب الشباب.
الأعذار تعددت في سبب عدم المنع من الدخول، وجميعها وأكثرها صعوبة يسهل الرد عليه بالحجة إذا وجدت الجدية والحزم والعزم والقلق على أرواح شباب تخدعهم الإعلانات وتنقصهم القراءة ويفتقدون للإطلاع.
كان عذر مسؤول سابق أن وكلاءها يزعجوننا، وعندما يحضر الحزم فلا مكان لمن لا يعنى بمصالح الوطن وأبنائه وساكنيه، أما عذر مسؤول آخر فهو أنها تباع في أمريكا رغم وجود هيئة غذاء ودواء شديدة!!، وقلت له إن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية حدت بأنظمتها من استخدامها كما وعمرا ومكان بيع وخلافه!! فهل لدينا ذات القدرة على التحكم وفرض الإجراءات ومتابعة تنفيذها كما هو الحال في أمريكا؟! وهل لدينا نفس الغرامات عند المخالفة أو حدوث وفاة، والتي تصل لخانة عشرات الملايين؟! بل هل لدينا ذات الوعي في التعاطي مع التحذيرات وذات التقيد بعدم الإعلان؟!.
أما العذر الجديد، فهو أن منظمة التجارة العالمية تزعجنا لو منعناها!!، قلت منظمة التجارة هي ذات المنظمة التي سمحت بفرض ضرائب عالية على التبغ والسجائر، وبالتالي ارتفاع أسعارها في دول أمريكا وأوربا لأرقام كبيرة قطعت دابر شرائها ونحن لم نفعل!!.
ثم قلت: نحن ولله الحمد وبكل فخر نمنع دخول وبيع الخمور وكل ما يحتوي الكحول رغما عن كل منظمات الدنيا؛ لأنه يتعارض مع ديننا الحنيف، ولن نعجز عن تبرير منع تلك المشروبات لضررها المثبت وعدم ضمان الوعي به ودرءا للمفاسد وجلبا للمصالح.
