اليوم: 28 يونيو، 2015

عندما نجعل المريض هدفاً لا مستهدفاً

وعدت بالعودة إلى موضوع وزارة الصحة والإعفاءات بناء على مقاطع فيديو يصورها قريب مريض أو زائر أو حتى موظف، فهذا ليس طموحنا نحو رقابة ذاتية ممنهجة وشاملة ومستمرة! وإن كان يعتبر تجاوبا جيدا وتفاعلا محمودا مقارنة بسنوات مضت عندما كان الموقف الإداري للوزارة يسجل مكابرة ونفيا ودفاعا مستميتا عن الأخطاء والمخطئين، وتخطئة أو تجريم المصور والمبلغ بل وحتى الصحفي الناقد للوزارة، ولعلنا لا نزال نذكر بحزن وأسف الندوة الثلاثية التي عقدت منذ 4 سنوات ودبرت بليل، والتي كانت تتمحور حول اعتبار من يكتبون عن الأخطاء الطبية يتجنون على الوزارة وأطبائها ويصعدون على أكتاف المرضى.

وزارة الصحة اليوم بأمس الحاجة إلى المبادرة السريعة جدا لتفعيل دور الرقابة على الجودة في مستشفياتها بصورة حقيقية وشاملة وفعالة ومستمرة تتولى هي اكتشاف جوانب القصور في أداء المستشفيات، من حيث الجودة والتخلص من الخدعة والكذبة أو التخادع لشركات تجارية مادية بحتة تمنح (شهادة الجودة) بمقابل مادي ليتباهى بها مسؤول أو وزير إعلاميا وهو يدرك أنها عكس الواقع.

وزارة الصحة في حاجة ماسة لإعادة تسمية وهيكلة لجان مراجعة العلل والوفيات الناجمة عن التدخل الطبي في كل مستشفى (morbidity and mortality committee) والتي تعاني عدم شفافية وحماية للأطباء والمستشفيات وانحيازا ضد الضحية في تقرير أسباب وأعداد الاعتلالات والوفيات الناجمة عن سوء الأداء للمستشفى وللمهنيين خاصة الأطباء بسبب عدم تعدد التخصصات وعدم الحياد في تلك اللجان!.

وزارة الصحة في أمس الحاجة لتقوية وتفعيل دور إدارة المراجعة الداخلية خصوصا في النواحي المالية والإدارية وتدعيمها بكفاءات سعودية متخصصة في مجال المراجعة المالية وتقوية وتوسيع صلاحياتها في التدقيق على الرواتب والبدلات والانتدابات والدوام والحضور والغياب وعدم استثناء الأطباء من المحاسبة والعقاب، فالمهنيون الصحيون طالما أنهم في المسؤولية سواء فإنهم في المحاسبة والعقاب والثواب يجب أن يكونوا سواسية كأسنان المشط وإلا فإن شعر الرعاية الصحية سوف ينتفش ويتساقط كما هو الآن. كل ما ذكر أعلاه إصلاحات هامة وممكنة وسهل تحقيقها إذا وجد القائد الإداري المحايد الحريص على روح عمل الفريق الواحد وحسن أداء المؤسسة، وهي بالمناسبة لا تحتاج إلى مال كثير بل همة عالية وروح القائد الإداري ونبل الأهداف وسلامتها ووضع المريض هدفا لا مستهدفا !!.


جوال «أبو كاميرا» «أشوى ما منعناه»

كلما قرأت أو سمعت عن إعفاء بسبب مقطع فيديو انتشر عبر اليوتيوب أو (الواتس أب) عاد بي الزمن إلى فترة غير بعيدة لم تدم طويلا، ولله الحمد، كان خلالها جوال (أبو كاميرا) من الممنوعات!!.
أرجو أن لا يخرج علينا واحد مفتر من (أبو لبرل) على وزن (أبو كاميرا) ويدعي أن الملتزمين دينيا (المطاوعة كما يسميهم) هم من منع الجوال (أبو كاميرا)!!، فالمجتمع غالبية ساحقة ملتزمة لكنهم كانوا يريدون السماح بدخول الجوال (أبو كاميرا).
صحيح أن أحد أسباب القلق من وجود الكاميرا كان الخوف من إساءة المراهقين والمراهقات لاستخدامها في تصوير صور ذاتية مخلة، وهذا أمر حدث فعلا، وما فضائح وقضايا ابتزاز الفتيات بمقاطع أو صور لأجسادهن أرسلنها بطوعهن إلا إحدى السلبيات المتوقعة التي حدثت فعلا وبأعداد أكثر مما توقعنا!، لكن المنطق يقول إن التصوير متاح لمن تريد حتى بأي كاميرا فورية كانت هدية الموسم حتى قبل الجوال.
أذكر أنه وأثناء قمة الجدل حول منع دخول الجوال (أبو كاميرا) استضافني الزميل المذيع سعود الدوسري في برنامج إذاعي وسألني عن رأيي في (أبو كاميرا) فقلت إن منعه غير مبرر فالكاميرا (سبب المنع) تباع منفصلة وموجودة بدقة عالية فما الفرق إن كانت في جوال أو بدونه؟!.
أعترف أنني كنت مخطئا وأقصر نظرا ممن اقترح منعه!!، فثمة فرق كبير أن تحمل الكاميرا في جهاز تضعه في جيبك كل الأوقات وفي كل المناسبات وفي كل الأماكن وبين أن تقتني كاميرا لتصوير مناسبة معينة خاصة.
الفرق أن جوال الكاميرا أصبح سلاحا أشبه بمسدس (الكاوبوي) يستله حامله بسرعة فائقة فيقتل فسادا ويعفي مقصرا أو فاسدا!!، وأجزم أن كثرا ممن كانوا يؤيدون منعه تحفظا وخوفا من الابتزاز يقولون الآن (خيرة أشوى أنهم ما منعوه رب ضارة نافعة) وكثير جدا ممن كانوا يعترضون على منعه نكالا بالمتحفظين يقولون اليوم (الله لا يعيده ولا ساعته! ليته ممنوع).

القضاء على الصراصير

لا أؤيد مطلقا دفاع الطبيب حماد شجاع مدير مستشفى الملك فهد بجدة عن نفسه وتشبثه بالبقاء بحجة أن الصراصير التي ظهرت في مقطع فيديو في غرفة مريض بمركز النقاهة التابع للمستشفى الذي يديره كانت موجودة منذ ١٥ سنة و أنه كتب للوزارة منذ خمسة أشهر بضرورة حل المشكلة بنقل المرضى وأن ثمة توجيها من الوزير الأسبق عبدالله الربيعة بالنقل منذ ست سنوات ولم يتحقق!!.

كل تلك أعذار واهية لا تسمن ولا تغني من جوع وتؤيد ما كنا (نصيح) بالصوت الرفيع وننبه إليه وهو أن الأطباء في الغالب لا يمكنهم إجادة فن الإدارة، سواء على مستوى الوزارة أو إدارة المستشفى.

ماذا تريد يا سعادة المدير بالضبط؟!، وأنت الذي كنت ترى مستشفى مستأجرا متهالكا تحوم الصراصير على أجساد مرضى منومين فيه ولا تملك حلا؟!، كان من الشجاعة هنا أن تبادر أنت لتفجير القضية منذ علمت عنها وخلع معطفك الأبيض ووضع مشلحك والسعي لدى كل من لديه حل لحلها أو قبول استقالتك.

مع كامل الاحترام فالشهادات الطبية التي ذكرتها والإبداع في التخصص الطبي أمر يخص تخصصك ومجالك العلمي التطبيقي وربما الأكاديمي لكن لا علاقة له بقدرة إدارية على التصرف أو القيادة الإدارية الكفيلة بإنهاء تلك المشكلة!!

بقي أن نقول لمعالي وزير الصحة إن المعايير التي تقول الأخبار بأنه وضعها أو سيضعها موجودة ولا تحتاج لاختراع العجلة من جديد إنما تحتاج لتطبيق صارم وتعامل حازم مع متعهدي الصيانة ومكافحة الحشرات وجميع المقاولين الذين يعبثون في العقود وتولية القادر على مراقبة عملهم ومحاسبتهم!!.

والأمر الأهم يا معالي الوزير هو لماذا يأتي المقطع من قريب لمريض أو مواطن عادي؟! لماذا لم تكتشف إدارات الرقابة والجودة في كل من الوزارة والشؤون الصحية والمستشفى هذا الخلل؟!، وإلى متى سنتعامل كوطن مع كل مقطع وخلل على حدة؟!، فنعفي اليوم بسبب مقطع صراصير وغدا بسبب مقطع جرذان، وبعده بسبب تقطيع مريض نفسي لنزيل؟!.

للإنصاف نقول إن اليوم أفضل من الأمس، عندما كان الكشف عن حمار يجوب المستشفى يؤدي لمحاسبة مصور الحمار والدفاع عن المدير، لكننا نأمل في يوم أفضل تتولى فيه الوزارة الكشف عن الصراصير والحمير والوقاية من تواجدها قبل أن يكشفها لها المواطن بل قبل أن تدخل أصلا.

وللحديث شجون وعودة.


اعتبروهن نساء عاملات في الشمس

نبهت منذ أعوام بالحرف والصورة، في المقال وفي (تويتر) إلى وضع غريب عجيب يستحق التثبت والتدخل من أكثر من جهة معنية باحتمالاته، لكن الوضع لا زال كما هو!!، فإما أن جميع الجهات المعنية به نائمة وهذه مصيبة!!، أو أنها راضية به وهذا أغرب و أعجب.
نسوة فرادى يجلسن في قمة حرارة الشمس، في (عز القايلة) وعندما تكون أشعة الشمس عمودية على الأرض، على الرصيف الساخن تغطيهن عباءة الستر السوداء الجاذبة للحرارة!!، موزعات بانتظام على طول رصيف آخر الدائري الشمالي بالرياض، قبل تقاطعه مع طريق الشيخ جابر الصباح، وعلى امتداد رصيف طريق الشيخ جابر، ويضعن للتمويه خمس علب مناديل من نفس النوع!!، ما عساهن يفعلن؟!، ولماذا؟!، وأي ربح عظيم سيبعن به علبة المنديل حتى يقمن بهذه التضحية؟!.
هل هن نساء مجبرات على الاستعطاف والتسول من قبل جماعة منظمة؟! أم أنهن يبعن غير المناديل؟! أم هن يعملن لأحد؟!، أمرهن غريب والأغرب منه تركهن!!.
دعك من هيئة أو جمعية حقوق الإنسان فهما جهتان تتفاعلان مع القضايا التي تثيرها قنوات التلفزيون والصحف للإثارة والصراع الفكري مثل قضية هيئة أو (كاشيرة) أو زواج مبكر وخلافه لمجرد التصوير مع القضية والخروج الإعلامي!.
ودعك من مكافحة التسول، فهذه لو حول أسطولها الضخم وأفرادها المتعددون إلى فرق دراسة اجتماعية لما ذهبت ملايين الضمان الاجتماعي لغير المستحقين وظهرت الفضائح الواحدة تلو الأخرى.
أين وزارة العمل التي تطلق التصريحات يوميا عن عقوبات لمن يجعل العمالة تعمل تحت أشعة الشمس!!، اعتبروهن عمالة وظفت لتوزيع المناديل، أو جمع الصدقات بالاستعطاف تحت أشعة الشمس وابحثوا عن الكفيل وعاقبوه!!.
ويا برامج القنوات الفضائية (الغيورة جدا) والمتحمسة لعمل المرأة، اعتبروهن (كاشيرات) أو بائعات ملابس نسائية ورطتموهن في عمل ببيئة غير جاهزة ولا مجهزة باحتياجاتهن الإنسانية وتبنوا وضعهن!!، (ولا لازم اختلاط عشان تتحمسون؟!!).