اليوم: 23 يونيو، 2015

ترجمة «سلفي» ستفضحه

مثلما أن مرضى العقول من الخوارج والتكفيريين والإرهابيين يخوفون مخالفيهم بالقتل وقطع الرقاب، فإن بعض من ينتقدون هذا السلوك الإرهابي المشين يقعون في ذات المحظور دون شعور، عندما يخوفون كل من ينتقد نص وسيناريو وحوار حلقة (سلفي) (جزأين) عن (داعش)، يخوفونه بالتصريح والتلميح بأنه لا يقبل انتقادا لداعش أو يدافع عنهم (والمعاذ بالله). هؤلاء المهدديون يذكرونني بالتسعينات الهجرية عندما كانت فئة قليلة سطحية من العرب تخوفك عندما تنتقد مصلحة المجاري أو بلدية فرعية بالقول (هاه تسب الحكومة؟!).
حلقة (سلفي) مثل غيرها من التناول الإعلامي العربي يعاني من السطحية والارتجالية وعدم انتهاج العمق الإعلامي المؤثر إيجابا لخدمة الأهداف.
الحلقة أساءت للإسلام بالاستشهاد بداعش ولم تسئ لداعش بالاستشهاد بالإسلام!!، ولم تفضح حقيقة داعش بمقارنة سلوكياتهم بتعاليم الإسلام السمحة، ولم تفضحهم بوضع صورتهم البذيئة أمام الصورة الناصعة الإنسانية للمجاهدين المسلمين الذين قادوا الفتوحات الإسلامية وشهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء بحسن التعامل مع الأسرى والنساء والأطفال والمسنين.
الحلقة شوهت الجهاد الإسلامي بداعش وشوهت بهم كثيرا مما أباحه الدين الإسلامي لمصلحة الإنسان والإنسانية.
تخيل، لو كان كاتب النص والمخرج والممثل في (سلفي) يمتلك ربع أو عشر عمق وذكاء من يكتب أو يخرج أو يمثل أفلام (هوليود) التي تصور أمريكا على أنها مثال للحرية والإنسانية والديموقراطية مقارنة بخصمها أثناء الحرب الباردة (الاتحاد السوفيتي آنذاك)، لكان وضع الصورة البذيئة لداعش وعلى خلفيتها الصورة الناصعة للإسلام الحقيقي من أجل عدم الخلط في المفاهيم لدى المشاهد طفلا أو مراهقا مسلما أو أجنبيا غير مسلم، وهذا ما كان يفعله أذكياء الإعلام الأمريكي مع خصومهم!!، لكن أولئك الأمريكان كان خصومهم أعداء وطنهم أمريكا، ولم يكن خصمهم الفكر.
لكي أكون أكثر توضيحا ولشرح وجهة النظر النقدية لحلقتي (سلفي)، وإن كنت أراهما لا تستحقان الاهتمام والنقد لسطحيتهما، فإنني أدعو أي عاقل لترجمتهما للغة الإنجليزية (مثلا) ثم يعرضهما على مائة مشاهد أجنبي ويسألهم هل فهموا من الحلقتين أنهما تنالان من المجموعة الإرهابية المتطرفة على وجه التخصيص مستشهدتين بسلوكياتهم الشاذة البعيدة عن الإسلام؟!، أم أنهما تشوهان الإسلام بالاستشهاد بجماعة تكفيرية متطرفة تدعي أنها إسلامية؟!.
إذا نقصت نسبة من يؤيدون الرأي الثاني عن ٩٥% فأنا مخطئ ومدين باعتذار.