عجيب أمر بعض منا نحن العرب عندما يعيش في بلاد الغرب، أو حتى دون أن يعيش هناك، لكنه يتأثر بحضارتهم وينجرف خلفها هياما بكل شيء فيها، (وليس كل شيء فيها يستحق الهيام)، فإنه يتحول إلى ناقد أو قل ناقم على كثير من سلوكياتنا وأفكارنا ومعتقداتنا، فينتقدها دون أدنى حياد!!، مع أن بعضها موروث ثقافي، وبعضها عادات وتقاليد عريقة، وبعضها له أساس ديني إما من كتاب أو سنة، لكنه لا يفرق في انتقاده الممزوج بهيام بالغرب واغترار وانخداع به حد إنعدام الرؤية!!، والمشكلة أن بعضهم يعتبر نفسه مثقفا.
يأخذون علينا ــ نحن المسلمين أو العرب تحديدا ــ مثلا ــ الخوف من العين أو الحذر من السحر والعلاج بالرقية والإيمان بأن في ماء زمزم شفاء لما شرب له أو العلاج بالعسل، وغير ذلك من معتقدات لها أساس ديني من الكتاب أو السنة، ويعتبر الواحد منهم نفسه مثقفا إذا رفض تصديقها بحجة أن الغرب الذي يعيش فيه أو يهيم به ليس فيه مثل ذلك!!.
يبدو أن ثقافتهم قاصرة جدا حد عدم الاستيعاب أو عدم الحياد في المقارنة، فلدى غالبية عظمى من شعوب أوروبا، بشقيها الغربي والشرقي، معتقدات وأفكار لا يقبلها لا عقل ولا منطق وليست حتى من أديانهم قبل أن تحرف!!. يكفي أن تعايش أوروبيا أو أمريكيا، بل يكفي أن تدور في أسواقهم، وتكون ممن يعقل، وسترى العجب العجاب!!، كثير منهم يعتقد أن السحلية تجلب الحظ!! تخيل السحلية تجلب الحظ!!، ونحن إذا رأينا البرص جلبنا (النعلة الزبيرية ــ أعزكم الله)!!. أكثر ما تجده في أسواقهم وبيوتهم وسياراتهم تلك الدائرة السماوية التي بداخلها رسمة عين، وهذه في اعتقادهم تطرد العين!!، نحن أنعم الله علينا بقول (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) إذا أعجبنا شيئا وخشينا أن نحسده، وهم يدقون الخشب!!، (على كذا النجار لا يمكن أن تصيبه عين!!). عندما يدخل الكنيسة يبل أصبعه بماء ثم يرسم على صدره التثليثة أو خارطة الصليب ودعك من هذا، لكن أن يرمي قرشا في الماء ويطلب أمنية أو يكتب ورقة للعذراء مريم بما حدث له من مشاكل ويطلب حلها، فهذا لا يرى فيه هائم أو مغتر غرابة تذكر. أما (أعمق!) و(أحكم!) و(أرحم!) وأسخف ما قرأت، فهي عبارة (الحضارة أن يكون لكل كلب بيت، وأن يكون في كل بيت كلب!!)، ألستم أنتم من شرد الفلسطينيين وهدم بيوت العراقيين.