اليوم: 1 سبتمبر، 2012

الحوافز أهم من حافز

أحاول جاهدا أن لا أتشاءم، لكن من التفاؤل أن نواجه الواقع مبكرا وبشفافية تامة وتشخيص واقعي يعتمد على أساس من حقائق لا تقبل التنكر والإنكار ولا التجاهل الذي يفاقم النتائج رغم سهولة الحلول المبكرة.
الواقع يقول إن ثمة تراجعا كبيرا في حماس الموظفين للعمل وأداء الواجبات الوظيفية وركون إلى تقديم أقل جهد ممكن بأقل قدر من الحماس بسبب شعور بتساوي الذين يعملون والذين لا يعملون وهذا واقع خطير، والأخطر منه الشعور بأن من يجتهد ويعمل بإخلاص وتفان واعتراض على جوانب القصور لا يتساوى مع من لا يعمل وحسب بل يجد مواقف محبطة وجفاء ومطالبة بالركون إلى التهدئة.
التراجع في الأداء لا مجال لإنكاره إلا لمكابر ومغالط فالشكوى من سوء الخدمات وبطئها وقصورها يكاد يكون عاما وهو السائد وتزداد الشكوى مع ازدياد قنوات التعبير لكن التجاوب يبقى محدودا وربما تحت الصفر، والمهم الآن ليس البحث عن اعتراف بشيوع قصور الأداء بل معرفة أسبابه، وشخصيا أعتقد جازما أن من أهمها غياب الحوافز على الأداء وعدم تمييز المخلص عن المقصر، وهذه ثقافة تكاد تكون معدومة تماما في دوائرنا بل إن التقويم الدوري للأداء يتساوى فيه الطالح مع الصالح ونحن في أمس الحاجة اليوم لبناء أساسات تقويم عادل وحوافز مشجعة هي في ظني أهم كثيرا من (حافز) العاطلين عن العمل فثمة عاطلون مقنعون وبطالة مقنعة لأناس يتقاضون مئات أضعاف (حافز الضعوف) الذي يدققون عليه ويقتطعون منه ويضيقون على مستحقيه!!.
الجانب الآخر الهام هو جانب القدوة فإذا كان الوزير والمسؤول لا يعمل ولا ينتج ولا يخلص ويتحمس (لا يهم أن يتواجد مبكرا الأهم أن يتواجد منتجا) فإن شيمة موظفيه عدم العمل ولا الإخلاص ولا الإنتاج وهذه مسؤولية مكافحة الفساد لا أقصد هيئة المكافحة المسكينة إنما أعني الرغبة الجادة.