اليوم: سبتمبر 26, 2013

عشرة عصافير بحجر واحد لو أبصرنا

قبل أن يطعن طالب معلمه ويرديه قتيلا بثلاث سنوات، طالبت بتطبيق الأمن المدرسي وتوظيف شباب أقوياء مهمتهم فض النزاع وحفظ الأمن في المدارس وردع المتهاونين المستهترين من الطلاب والحد من (التنمر) في المدارس، والذي هو أحد أهم أسباب نفور الطالب النجيب الهادئ وكرهه للمدرسة، وطالبت بتطبيق الشيء نفسه في مدارس البنات بتوظيف نساء يحفظن الأمن والنظام في مدارس البنات ويقمن بأدوار مشابهة، وربما أكثر مما ذكر في مدارس الذكور، فلم يعد ثمة اختلاف يذكر، خصوصا مع انتشار سلوكيات دخيلة غريبة لعل (البويات) أحد أشهرها في هذا العصر.

نحن في أمس الحاجة لإيجاد وظائف خاصة لمن هم ومن هن من ذوي الشهادات الأقل والقدرات البدنية الأكثر، وهؤلاء ــ وحسب تصريحات وزارة العمل ــ أكثر فئة البطالة في الوطن. ونحن في أمس الحاجة لحفظ الأمن والنظام في المدارس، سواء مدارس البنين أو البنات، وفرض حماية قصوى للمعلم والمدير والوكيل والمراقب وقبل هذا وذاك الطالب والطالبة.

ونحن ــ ولله الحمد ــ لدينا الميزانيات الضخمة غير المسبوقة والمخصصة للتعليم، ولدينا أسر محتاجة إذا وظف أبناؤها وبناتها في عمل مشرف وكسب رزق يحفظ كرامة وسمعة الشاب والفتاة ويحفظ له احترامه، فإننا بذلك نحقق رعاية اجتماعية لأسر محتاجة بغير صرف رواتب ضمان اجتماعي أو تبرعات لا تشجع على العمل وكسب الرزق، بل عن طريق خلق وظائف وفرص عمل شريفة ومشرفة.

لا أدري، لماذا نتردد في ضرب عدة عصافير بحجر واحد، وتحقيق عدة أهداف بخطوة واحدة، نحن في أمس الحاجة إليها قبل وبعد أن طعن طالب معلما أو قتل طالب زميله أو ضُرب المدير وأهين الوكيل؟! هل تنقصنا الحكمة في اتخاذ القرار أم ينقصنا القدرة والبصيرة على التنفيذ؟! أما الفكرة فها هي أعيد اقتراحها.

والوزراء كيف يحتفلون وبماذا؟!

ركزنا ونركز في اليوم الوطني لوطننا الغالي على تكثيف النصح للشباب والشابات بضرورة الاحتفاء باليوم الوطني بطريقة تليق بالوطن، والابتعاد عن سلوكيات الفوضى والانفلات والإساءة للآخرين والممتلكات، وقد تكررت هذه النصائح والتوجيهات وكأن اليوم الوطني مناسبة شبابية فقط.

اليوم الوطني انتصار وطن، و ذكرى وطن، وتذكير مواطنين على اختلاف أعمارهم ومسؤولياتهم بوحدة وطن استنزفت دما وجهدا وتضحيات وعملا جبارا، وليست مناسبة كروية أو فرحا كرويا يبتهج به الشباب وحسب!!، ولا يفترض بنا أن نصوره كذلك، أو أن نحتفي به هكذا بأهازيج وغناء و ألعاب نارية وأضواء، وحتى وإن سادت صورة نمطية لممارسات شبابية هستيرية يجب وقفها، إلا أن التركيز على نصح الشباب وتوجيههم ومحاسبتهم على تصرفاتهم في كل يوم وطني يبعدنا عن المحاسبة الأهم وهي محاسبة من هم أكبر سنا، وأعظم مسؤولية، ومساءلتهم كيف وبأي حال عاد عليهم اليوم الوطني؟!.

اليوم الوطني يعني مرور سنة على أول يوم وطني شهده الوزير الجديد، أو المسؤول الذي مر على تعيينه عام واحد، ومرور أربع سنوات على من شهده وزيرا أو مسؤولا أربع مرات وهو فرصة لأن يحاسب نفسه أولا ماذا قدم للوطن خلال عام أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو أقل من ذلك أو أكثر؟! قبل أن تحاسبه الجهات الرقابية.

هل أنجز للوطن ما يفترض أن ينجزه خلال تلك المدة التي قضاها؟! وهل قدم للوطن ربع ما يوازي ما أخذ أو نصفه والنصف كثير بمقياس هذا الزمن الذي اشتهر بزمن شيوع الأخذ و ندرة العطاء؟!.

اليوم الوطني يوم في مفكرة الوطن ويعني مرور سنة على سابقه في ذات المفكرة لكنها سنة لا تحسب بالأيام، بل بالإنجاز فكيف يحتفل بها الوزراء وبماذا؟!، سؤال يطرحه الوطن في يومه.

تكذبين يا مدام فرح

من أين جاء لهؤلاء الأغبياء الوهم بأننا نحن السعوديين مغفلون، من أوهمهم أننا نصدق كل كذبة، ونندفع مع كل إغراء؟!، هم أغبياء، لا شك في ذلك والدليل أنهم لا يعرفون حبك الكذبة، لكن المؤكد (وهذا ما يهمنا) أن أحدا أشعرهم بأننا وأهل الخليج عموما أثرياء مغفلون (دلوخ) يدخلون في أي مشروع استثماري وهمي ويشاركون من لا يعرفون ويثقون في أي أحد ومن السهل الضحك عليهم واصطيادهم مع أننا لسنا كذلك.

نحن الأكثر فراسة والأكثر ذكاء والأكثر حذرا بمواقف مشهودة عن فراسة وذكاء وحذر ابن وبنت الصحراء، فمن أوهمهم ومن جرأهم؟!.

تقول رسالة وردت إلي كالآلاف غيري: اسمي مدام فرح إبراهيم حمد،أنا أرملة من بغداد العراق ، عقب الموت المفاجئ لزوجي الراحل في أواخر العامين الماضيين بانفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته أمام أحد المساجد من يوم جمعة في بغداد، لقد قررت أن أنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية معسكر اللاجئين، زوجي الراحل كان يعمل كوزير (أعلى للنفط والمالية)، في شمال مدينة أربيل في العراق قبل أن يقتل، وأغلب الثروات والأموال وضعت وأمنت تحت رعايتي باعتباري المستفيد الأساسي من هذه الثروة ….إلى آخر قصة الاستغفال التي تذيلها بطلب التواصل لأكون شريكا لها في استثماراتها وأرسل رقم حسابي لنقل استثماراتها وخلافه!!.

السؤال هو من كون لدى هؤلاء الأغبياء صورة نمطية عن سهولة استغفالنا؟! هل هي سمعتنا و الأخبار التي ينسجها الإعلام عنا؟!، أم هي سلوكيات قلة قليلة منا في البذخ والإسراف والتبذير والعبث بالأموال؟!.

أنا لا أقول احذروا مثل هؤلاء المحتالين فلو فعلت فإنني أعترف لهم بأن واحدا منا قد يصدقهم وحاشانا ذلك لكنني أقول أوقفوا من يوهمهم بسلوكياته بسلوكيات مضادة ومن يغريهم بإعلامه بإعلام مضاد.

أما مدام فرح فأقول إننا من الذكاء بحيث لا نرد عليك بعبارة (تكذبين يا مدام فرح) لأننا نخاف تدنيس (إيميلنا) أو اختراقه (دوري غيرنا).