عشرة عصافير بحجر واحد لو أبصرنا

قبل أن يطعن طالب معلمه ويرديه قتيلا بثلاث سنوات، طالبت بتطبيق الأمن المدرسي وتوظيف شباب أقوياء مهمتهم فض النزاع وحفظ الأمن في المدارس وردع المتهاونين المستهترين من الطلاب والحد من (التنمر) في المدارس، والذي هو أحد أهم أسباب نفور الطالب النجيب الهادئ وكرهه للمدرسة، وطالبت بتطبيق الشيء نفسه في مدارس البنات بتوظيف نساء يحفظن الأمن والنظام في مدارس البنات ويقمن بأدوار مشابهة، وربما أكثر مما ذكر في مدارس الذكور، فلم يعد ثمة اختلاف يذكر، خصوصا مع انتشار سلوكيات دخيلة غريبة لعل (البويات) أحد أشهرها في هذا العصر.

نحن في أمس الحاجة لإيجاد وظائف خاصة لمن هم ومن هن من ذوي الشهادات الأقل والقدرات البدنية الأكثر، وهؤلاء ــ وحسب تصريحات وزارة العمل ــ أكثر فئة البطالة في الوطن. ونحن في أمس الحاجة لحفظ الأمن والنظام في المدارس، سواء مدارس البنين أو البنات، وفرض حماية قصوى للمعلم والمدير والوكيل والمراقب وقبل هذا وذاك الطالب والطالبة.

ونحن ــ ولله الحمد ــ لدينا الميزانيات الضخمة غير المسبوقة والمخصصة للتعليم، ولدينا أسر محتاجة إذا وظف أبناؤها وبناتها في عمل مشرف وكسب رزق يحفظ كرامة وسمعة الشاب والفتاة ويحفظ له احترامه، فإننا بذلك نحقق رعاية اجتماعية لأسر محتاجة بغير صرف رواتب ضمان اجتماعي أو تبرعات لا تشجع على العمل وكسب الرزق، بل عن طريق خلق وظائف وفرص عمل شريفة ومشرفة.

لا أدري، لماذا نتردد في ضرب عدة عصافير بحجر واحد، وتحقيق عدة أهداف بخطوة واحدة، نحن في أمس الحاجة إليها قبل وبعد أن طعن طالب معلما أو قتل طالب زميله أو ضُرب المدير وأهين الوكيل؟! هل تنقصنا الحكمة في اتخاذ القرار أم ينقصنا القدرة والبصيرة على التنفيذ؟! أما الفكرة فها هي أعيد اقتراحها.

اترك رد