بين سجدة شايع وأخلاق الفرج

بينما كان لاعب فريق النصر يبكي حزنا على ضربة حظ أضاعها ويقع أرضا كان كل من حوله من زملائه ورئيس النادي الأمير فيصل بن تركي يحاولون مواساته وجعله ينهض!!، لكنه ودون أن يتكلم كان يجذبهم إلى الأرض!، ظنوا أنه قد انهار وضعف، لكنه كان قد استمد من إيمانه شموخا وازداد قوة!!، فخر ساجدا يحمد ربه.

هذه القيم الإسلامية والوقفات الإيمانية رسختها فطرة إسلامية وتربية حرص من خلالها الأجداد والآباء من بعدهم على تنميتها في أبنائهم، ومثل هذه المواقف خاصة في لعبة جماهيرية مؤثرة عندما نسلط الضوء عليها، فنحن نساعد في تربية جيل كامل من الصغار والشباب من الملايين الذين يتابعونها، وقد سبق أن قلت إن كرة القدم وسيلة مؤثرة سلبا وإيجابا، ولا عيب مطلقا في أخذ العبر من مواقفها!!، قلته لمن يطالبنا بعدم الكتابة في شأن رياضي. على النقيض تماما وفي موقف سلبي يجب علينا التنبيه على فداحته للأجيال أيضا، فأثناء المباراة وبعد أن سجل محمد السهلاوي هدف فريقه بادر وزملاؤه إلى السجود الفوري شكرا لله، وهذه أيضا هي فطرة وتربية إسلامية عظيمه، لكن المخجل أن بعضا من جماهير الهلال قذفتهم بالقوارير وهم سجود!!، وهذا أمر مستغرب جدا وسلوك يفترض أن نقف عنده وننبه إلى أن أحدا ــ أيا كان ــ لا يجرؤ على أن يقذف ساجدا لله، وقد لفت نظري أن اللاعب عوض خميس كان يؤشر للجمهور معاتبا ويقول (كيف وقد كنا سجودا؟!)، التنبيه هنا أن قيمك الدينية وأخلاقك الإسلامية يجب أن لا تشغلك عنها كرة القدم مهما بلغ بك الحزن أو الفرح خلالها. بينما كان اللاعب ناصر الشمراني الذي ختم تاريخه الكروي مؤخرا بسلوكيات جلبت له العقوبات، وقبل ذلك وبعده فقدان التركيز وهبوط المستوى والبقاء احتياطيا أو الخروج مبكرا، أقول بينما كان يحث الجمهور على رفع الصوت لاستفزاز الفريق المهزوم ويصرخ بعبارات وإشارات مستفزة، كان سلمان الفرج يدور على زملائه لاعبي النصر ويواسيهم فردا فردا، بل ويتوشح شال فريق الخصم بثقة وسمو أخلاق، هي ذات الأخلاق التي جعلت محمد الشلهوب محبوبا لدى كل جماهير الكرة السعودية، بل ولدى جماهير أشرس خصوم الهلال ومنافسيه، وكان أيضا الشلهوب يتحدث بكل تقدير واحترام للخصم (أشقاؤنا وزملاؤنا لاعبو النصر).

علينا أن نستغل شعبية كرة القدم كأسرع وسيلة لإرسال رسائل تربوية للأجيال ونفخر بالخلوق منهم ونشيد به ونصحح اعوجاج من فشل أهله في تربيته.


اترك رد