إلى متى؟!

يوما بعد يوم تثبت لنا الحوادث والكوارث أننا نرتجل في بعض المشاريع ارتجالا لا يتواكب مع روح العصر ومتطلبات الحياة، وفي كل مرة نواجه فيها صعوبة أو كارثة نعتقد أننا سنتعلم منها ونقول (رب ضارة نافعة) لكننا لا نتعلم من أخطائنا في بعض المشاريع ولا ننتفع من المضار.
لدينا بعض الإداريين من يتحدث عن العمل المؤسساتي وهو لا يعرف معناه ناهيك عن تطبيقاته فهو يمارس قمة المركزية مع الجهل ومنتهى الانفراد حتى في العمليات التي تستدعي فريق عمل.
إذا نحن في بعض المشاريع لا ينقصنا معرفة ما هو صحيح ومثالي كحلم لكن ينقصنا تحقيقه، لأن من يوكل إليه أمره يسمع عن العمل المؤسساتي والاستراتيجية والمشاريع المتكاملة (بكج كامل) لكنه لا يعرف كيف يتحقق لأنه ببساطة ليس متخصصا في هذا الشأن ولا مؤهلا له ولا خبيرا فيه وفي الوقت ذاته لا يستعين بخبير أو لا يقبل رأي غيره.
الارتجالية وإيكال الأمر لغير أهله ومركزية غير المؤهل مع ضعف قدراته والاكتفاء بأنصاف المشاريع غير المتكاملة مشكلة أزلية لا بد لنا أن ننهيها تماما لنتلافى ما يحدث من قصور وهفوات في عدة مجالات، لكن دعني أستشهد بأحدث وأبرز وأغرب الأمثلة ألا وهو حادث انقلاب القطار الوحيد ألا يدل على أننا أنشأنا سكة الحديد وأشترينا القطار وأركبناه على الحديد وشغلناه دون أن نطبق مشروعا متكاملا (بكج واحد) يعنى بسلامة السكة وصيانة القطار وأمان الرحلة وأخذ احتياطات الأمان والتنبؤ بالمشاكل واستباق حلها؟! تشكيل لجنة سداسية لمعرفة سبب الحادث يؤكد ذلك.
قس على حادثة القطار بعض مشاريعنا في المياه والصحة والتعليم والزراعة والكهرباء والطرق والنقل وستجد أننا ننجز مرحلة من مشروع ونترك متطلباتها الأساسية حتى تحدث أزمة.

رأيان على “إلى متى؟!

  1. لا الحمد لله انهم اعادو قيمة التذكرة وان يتم هذا الاعلان عن طريق التلفزيون حتى لاتضيع حقوق المتضررين
    مدري لو حادثة مشابهة في دول افريقيا الوسطى كم بيعوضونهم او كم تأمين المسافر على القطارات
    يابلادي واصلي والله معاكي.

اترك رداً على محمدغالب البقميإلغاء الرد