دعوهم وتابعوا سواعد الإخاء

تعودنا نحن كتاب الرأي أن نمهل البرامج والمسلسلات الرمضانية حتى آخر الشهر الكريم لنقيم أداءها ونمتدحها أو نشبعها نقدا، لكن هذه القاعدة لابد لها من تغيير لسببين:
الأول أن الكتاب يعرف من عنوانه! وواضح أن عنوان مسلسلات رمضان الفكاهية هو التكلف والسطحية والتهريج ومحاولة انتزاع الضحك غصبا والنص الضعيف الذي يمثل ثقافة كاتبه ومواقفه غير المحايدة، وواضح جدا أن نصوص بعض مسلسلات التهريج الرمضانية امتداد لسنوات مضت وأن تركيزها الفج المكرر الممل، هو على الاستهزاء بفئة الشباب الملتزم دينيا، دون تفريق بين معتدل ومتطرف أو متسامح وتكفيري!!.
أما السبب الثاني فإن النصح بمتابعة المفيد من البرامج الرمضانية الثرية مثل (سواعد الإخاء) يجب أن لا ينتظر وذلك لحث الناس مبكرا على متابعتها وتجنب غير المفيد، فما الفائدة من ثناء بعد انتهاء الشهر الكريم خصوصا أن إعادة تلك البرامج المفيدة شحيح للأسف.
أرى، والله أعلم وأحكم، أننا بدلا من مهاجمة مسلسلات التهريج السطحية المسيئة للدين والتدين و(هشتقتها)، يجب أن نتجاهلها تماما وكأنها لم يكن فشلها قد اشتهر وذائقة المشاهد ارتقت كثيرا، وتكرار انتقادها والهجوم على حلقاتها كفيل بتشهيرها واستثارة الفضول لمشاهدة ما حدث فيها!!، وتركها، مثل ترك كل شر، كفيل بدفنه!!.
إن مشاهدة حلقة واحدة من برنامج جاد مفيد، لا يخلو أيضا من مرح الفرسان ونكات الشجعان، مثل برنامج (سواعد الإخاء) كفيلة بجعلك تتسمر أمامه، فأنت فيه تقطف من بستان غني بالورود العطرة والزهور الفواحة التي تفوح عبرا ورسائل تربوية ومواقف عظيمة إما للرسول صلى الله عليه وسلم أو لأصحابه رضوان الله عليهم أو حتى للحكماء والفرسان والشعراء والعلماء والمثقفين ثقافة عميقة ثرية.
حتى الوطن في حربه على الإرهاب والتكفير والقتل يستفيد كثيرا مما طرح في الحلقتين الأولى والثانية من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم المتسامحة مع خصومه وأعدائه من المشركين أو المنافقين وحثه بعدم المساس بالمعاهدين في طرح رزين مؤثر يقدمه د. أمجد قورشة أو تأصيل نصوص يوجزه د. سلمان العودة، أو استشهاد بنكتة محبوبة ومرح فطري جذاب يمارسه د. عائض القرني.
ثمة عصارة تجارب رجال أفذاذ إما بالنقل أو السرد أو الاستشهاد أو النقاش تقدم مركزة جاذبة تفيد أنفسكم وأبناءكم فلا تفوتوها ودعوكم ممن يسوق بضاعة فاسدة أو رخيصة، لا تساعدوه على تسويقها.

اترك رد