الفشل حتى تصبح جمجمة مشاري حفرية

قاتل الله الاستعجال، ولعن الله التكنولوجيا، أقولها من كل قلبي جازما إنهما السبب الرئيس في ما تتعرض له خطواتنا وبرامجنا التطويرية من فشل، وعندما تقول فشل فلابد من طرح مثل.
إذا كان طفل مثل مشاري، الذي نشرت «عكاظ» حالته أمس على صفحتها الأخيرة، عمره (ستة أعوام) يصاب بكسر في الجمجمة ونزيف خارجي نتيجة عنف من والده، لاستخراج اعتراف بأن زوج أمه وأبناءه يتحرشون به جنسيا، أقول إذا كان مثل هذا الطفل، الذي يمثل حالة إنسانية مركبة (عنف مؤكد واحتمال تحرش جنسي)، لا يجد تجاوبا سريعا من الشؤون الاجتماعية ولجنة الحماية الاجتماعية، ويخرج من المستشفى بعد (14يوما)، لم تكن كافية لتحرك الشؤون الاجتماعية ولجنة الحماية لمساعدته واحتوائه وإعادة تأهيله نفسيا بعد الكسر والنزيف، فكيف يمكن لنا الادعاء أن لدينا شؤونا اجتماعية وحماية وبرنامج مكافحة العنف الأسري؟!.
بهذه المعطيات العجيبة الغريبة أجزم، غير مبالغ ولا شامت، أن جمجمة مشاري سوف تجبر (إذا لم تكسر مرة أخرى لعدم الحماية) وتصبح جمجمة رجل بالغ ثم يتزوج مشاري وينجب، (وأخشى أن يتأثر بعدم التأهيل النفسي ويكسر جمجمة ابنه)، ويشيب مشاري وينتقل إلى رحمة ربه (يرتاح من دنيا الإنجاز بالكلام)، وتصبح جمجمته حفرية أثرية يختلف علماء الآثار في أسباب كسرها، كل ذلك ونحن لم نحقق في مجال الرعاية الاجتماعية وبرامج الحماية حلا للتحرك الروتيني (البيروقراطي) المتمثل في (ننتظر تقرير) أو (ندرس الحالة)، حالة طارئة سينجم عنها حسب العمة شجار وعداوات وحدث من نتائجها كسر جمجمة طفل وتهمة تحرش، ولا زالت تدرس بعد أسبوعين !!.
أتدرون لماذا تعاني خطواتنا وبرامجنا من الفشل ؟! لأننا نستعجل إعلانها قبل أن نؤسس لها لا المكان ولا النظم والإجراءات ولا طريقة التعامل مع المهام ولا الموظفين، يريد بعض من يقومون على هذه البرامج أن يعلنوا عنها ويتولوا أمرها ويحصلوا على (عسيلة الإعلام منها)، وهم لم يؤسسوا لها سوى بأخبار صحفية، وهذا ما قصدته بقاتل الله الاستعجال، لأننا نستعجل إعلان الإنجاز ثم نصدقه ونتوقف بعده عن العمل الجاد.
أما لماذا ألعن التكنولوجيا، فلأن كل الأجهزة العامة والخاصة التي تستخدم تكنولوجيا الرد الآلي برسالة مسجلة لا تستجيب، وبعضها يتعلق بحالات طوارئ، واسألوا عمة مشاري عن الرقم (1919)، بل اسألوها لو أن الذي يرد (سنطران)، هكذا كنا نسميه، أليس أجدى وأريح نفسيا.

رأيان على “الفشل حتى تصبح جمجمة مشاري حفرية

  1. لقد عرفت ان الموضوع لن يمر مرور الكرام عليك كما مر على الجميع
    ولقد عرفت من قرائة مقالاتك انك تحمل همنا اخوانك المسلمين قبل ان نكن مواطنين سعودييين
    ان طيبتنا في التعامل مع من يخطىء معنا وعلينا هي السبب في غياب القوانييين
    الصحه النفسيه -حماية المستهلك وقبلها حماية الطفل المستهلك كما تفضلت سابقا هو حق له على كل مسؤول عنه بداية من الام والاب الذي يسهل له الحصول على المواد المسرطنه او المسمومه
    بالضبط سكوت الام والاب والاقربون للطفل عما يحصل له وعجزهم عن حمايته
    كلها امور سيدفع الولدين فاتورتها نفسيا وماديا وستدفعها الدوله اضعاف الصحه النفسيه الصحه النفسيه يا كاتبنا المسلم المواطن الحريص بحاجه لوقفه كبيره من المسؤلييين الذين لازلت مشكلة الصحه النفسيه لديهم هي مسألة توفر السرير من عدمه هل تتخيل ؟الصحه النفسية هي الهم القادم على الدوله بكل ثقله بالضبط مثل سيول جده وحينها سنجد الجميع تحت طائلة المسؤليه —واتمنى متابعة حالة عمر التي رصدتها عكاظ لنعرف لاي مدى تخلينا عن انسانيتنا وكل منا يلوم الاخر
    اشكر لكاتبنا الرائع مقاله الرائع

  2. حسبنا الله و نعم الوكيل هم فقط يجيدون الوقوف و التموضع

    من أجل أضواء الفلاشات غيرها من أمور لا نراها إن لم يتم حماية الطفل و هو

    بهذا الوضع الخطير فكيف بغيره ممن يتعرض لمثل هذه الظروف و لكن بشكل أخف

    متى سيكون لدينا مؤسسات حماية محترمه نثق بها

    شكرًا جزيلًا لك

اترك رد