اليوم: 8 مايو، 2010

بين قصير ثوب وقصير نظر

احترت كثيرا هل أضحك أم أبكي عندما سألني أحدهم عن أحوالي بعد أن تحولت إلى الكتابة اليومية وهل أجد صعوبة في إيجاد الفكرة الجديدة كل يوم؟! وحقيقة فإنه عندما يثار موضوع هموم الناس فإنك تكون إلى وضع البكاء أقرب، فياصاحبي هل ترى أنك عندما تتناول هم الشارع السعودي وتكون ضمن فريق عمل القناة الوحيدة للشكوى ستجد شحا في المواضيع؟!.
الإعلام حاليا هو القناة الوحيدة الفاعلة والسريعة والمؤثرة والتي يخشاها المسؤول ويتجاوب معها بسرعة، ليس حبا فيها، ولا حبا لمن يكتب فيها، ولكن عشقا للكرسي الذي تهدده وتخيفه هي وهي فقط.
لا مساءلة الشورى الخجولة أخافتهم، ولا ديوان المظالم البطيء ردعهم، ولا الرقابة الصديقة الحنونة أقلقتهم، ولا الضمير النائم أيقظهم، ما يخشاه المسؤول المقصر أو الفاسد أو غير القادر على ملء مكانه من المسؤولية هو الإعلام وخاصة الصحافة المكتوبة الورقية ثم الإلكترونية فكيف لا نجد المواضيع كل يوم بل كل ساعة إذا أردنا فعلا أن نكتب بنبض شارع ينبض هما كل دقيقة.
إننا نلتمس العذر ممن نبطئ عليهم في طرح شكواهم لأننا لا نكتب إلا كل 24 ساعة مرة وصور التقصير والشكوى تحدث 24 مرة كل ساعة.
كيف يمكن أن ندعي شح المواضيع يوميا ونحن في عهد ملك رفع سقف التعبير عن هم المواطن ويدعو يوميا للشفافية والحوار وتوضيح الصورة ويقول لكل من أولاه مسؤولية الناس (لا عذر لكم).
كيف يمكن أن ندعي شح الهموم ونحن نجيد التعبير ونرى التقصير ونشهد على من يختلق الحجج والمعاذير؟! كيف لا نجد المواضيع ونحن نمسي على شكوى لعاطل مع ميسور، وفقير مقهور ويتيم منهور ونصبح على تعليم يعاني من القصور؟! كيف وبعوض الضنك يطير رغم عدم التقتير والمريض على الأرض لم يجد سريرا، وممنوح نهبت منه الأرض ولم يجد تبريرا، وضحية لخطأ طبي كاد من همه أن يطير؟! كيف ونحن نمسي على عطشان لم يجد ماء ونصبح على شارع أغرقه الماء.
المؤسف يا صاحبي أن يكون لدينا كل هذه الهموم ومساحة رحبة لمناقشتها ونشغل أقلامنا في مساجلات حول خلاف أيديولوجي سطحي لا هم له إلا ماذا قصد فلان ولماذا سافر علان وكأن أحدا أراد أن يشغلنا عن قصوره بصراع بين قصير ثوب وقصير نظر.