اليوم: 13 مايو، 2010

وقفات أسبوع واقعي

** أشفق كثيرا على من يعتقد أن الناس ما زالت تصدق الأخبار الإنشائية المبهرجة التي تدعي إصدار قرارات لتطوير العمل الإداري والارتقاء بالخدمات، ذلك أن الناس تدرك الفرق بين ما يحدث على أرض الواقع في الوزارة وبين الجمل الإنشائية التي لا تعدو كونها إبداعات طالب كان ينجح في مادة «التعبير» يتجاهل أن الناس تتواصل مع موظفي الوزارة وتعلم أن شيئا لم يتغير لأن الأعداد هي الأعداد واللجان هي اللجان والإنتاج الحقيقي في تدنٍّ، حبذا لو تم استغلال الوقت وأموال شركات التلميع الإعلامي الساطع في محاولة جادة لرد دين هذا الوطن بدلا من الاستمرار في الاستدانة منه.
** سبق أن ذكرت وما زلت أؤكد أن جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي تمثل أنموذجا لقناة العمل الخيري الأسرع التي تنقل ما يتم التبرع به إلى دم المحتاج مباشرة في شكل غسل دموي يفرج كربة مريض عجزت كليته عن تنقية دمه، هذا المصرف لأموال الصدقة وتبرعات الخير هو الأسرع والأمثل لأن السيولة المالية لا تعرف التوقف ولا التجمع في شكل مياه راكدة بل تتحول مباشرة لدم مريض محتاج، ولا ينافس هذه القناة في سرعتها أي نوع من التبرعات، فحتى التبرع بالغذاء لجائع يستغرق فيه الغذاء وقتا للهضم والامتصاص حتى يصل للدم، لكن التبرع لغسل الكلى هو تبرع من يد لا تعدم إلى تيار الدم.
** تطبيق نظام «ساهر» لا يعني أن تتحول دوريات المرور إلى وضع «نائم»، وما لاحظته هو اختفاء دوريات المرور من الشوارع منذ بدء تطبيق النظام في الرياض، فلم نعد نرى الدوريات والمرور السري في الشوارع ولا في مواقع رصد المخالفات، وحسب علمي أن «كاميرات» ساهر ترصد من المخالفات ما تستطيع الكاميرا الثابتة رصده مثل تجاوز السرعة أو تجاوز إشارة المرور الحمراء وخلافه، لكن شبابنا لديهم أشكال أخرى من المخالفات، مثل تجاهل حق القادم من اليسار والداخل إلى الدوار وإعطاء أولوية المرور والتفحيط والتجاوز من الكتف والمكاتفة غير القانونية بين مركبتين، وهذه كلها مخالفات تسبب قلقا لمرتاد الشارع وتهدد سلامته ولا يرصدها «ساهر» فلا تناموا عنها.