اليوم: 2 مايو، 2012

«تاتو» بعير!!

قالت الأخبار الصحفية المؤكدة ومتعددة المصادر إن وزارة الزراعة السعودية شرعت في مفاوضات جادة مع الجانب الاسترالي بهدف استيراد الإبل الاسترالية البرية المهددة بالانقراض بسبب التخلص منها بالقتل، وإنها لن تأتي إلى المملكة إلا إذا كانت خالية من الأمراض ومروضة!!.
حقيقة أن الخبر طريف وملفت للنظر وبذلك فهو يتيح طرح تساؤلات طريفة ساخرة لكنها مشروعة، ففي رأيي أن الترويض وحده لا يكفي، إلى جانب أنه غير ممكن عمليا!!، من سيروض قطعانا من أباعر برية استرالية؟!، نحن لم نتفرغ لترويض أبنائنا فكيف بجمل استرالي بري؟!، ثم أن الترويض لا يكفي لإقناع بعير استرالي على قبول تعاملنا معه، فبعض البيئات بلغت من الغرابة بحيث تتقبل القتل لكنها تستكثر الجلد أو الحبس أو جرح المشاعر، ونحن نعتمد (وسم البعير) لتحديد دافع الدية عند تسببه في حادث سير، فأي (وسم) سيكون للبعير الاسترالي؟! ومن المسؤول عنه إذا اعترض طريق صالون محمل بالبشر وتسبب في حوادث قد تؤدي لانقراض بشر وليس (بعارين)؟!.
ثم من قال لك إن البعير الاسترالي سيقبل بـ(الوسم) بالكي؟!، هو سيطالب بـ(وشم) (تاتو) وهذا سيفتح علينا بابا واسعا وسوف تتمرد (بعاريننا) على الوسم التقليدي وتطالب بـ(تاتو)!!، وستتغير لهجتنا المحلية (عاين تاتو البعير)، (البعير يحمل تاتو القبيلة الفلانية)، (تاتو مزاين إبلكم قريب من تاتو مزاينا غيروا تاتوكم ولا نغير تاتونا) أي أننا سنصبح (نتأتي) ونحن أهل الفصاحة!!.
البعير الاسترالي سيصاب بحالة من الاستغراب والذهول عندما ننقله لبرارينا، سيجد شبوكا على صحار، وطرقا غير مشبوكة وسيعتقد أننا لا نجيد وضع الشبك المناسب في المكان المناسب!!.
ستحدث النوق الاسترالية حالة من الخلافات الأسرية في مجتمع (البعارين) المحلية قد ترفع حالات الطلاق فأباعرنا تحب إغاظة شريكة الحياة بالقول (شوفي الناقة الاسترالية)، ولن يتقبل بعير أن تقول ناقته (أموت في الفحل الاسترالي!!) سيصل دم (البعارين) للسنام!!، أنا رأيي ينقرض في بلده أحسن فقد ننقذه من القتل بالرصاص ونقتله بعلف مسموم.