اليوم: 6 مايو، 2012

مكافآت ووسام

خلال أسبوع واحد قدم خادم الحرمين الشريفين ـــ يحفظه الله ـــ ثلاث مكافآت مجزية تنم عن تعالي روح التقدير لكل مخلص وتشجيعه على إخلاصه وهي ثقافة الوطن في أمس الحاجة إليها، فقد منح ـــ يحفظه الله ـــ مكافأة مليون ريال لكل من مواطن ومقيم أنقذا طفلا من الحريق في حي النزلة في جدة بعد أن بذلا جهدا خارقا في الوصول إليه وإخراجه. وفي نفس الأسبوع منح ـــ يحفظه الله ـــ وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة للمواطن العريف فهد بن صالح المطيري الذي تبرع بكليته لابن عمه من منسوبي القوات المسلحة، وصور الامتنان هذه عززت روح المكافأة والتقدير لكل مواطن ومقيم يؤدي عملا إنسانيا لوجه الله، ومع أن كل من يؤدي عملا يرجو به وجه الله ومثوبة اليوم الآخر لا ينتظر مثوبة دنيوية إلا أن تقدير الوطن لكل مخلص عامل مشجع ودليل تقييم وتقدير للأعمال الصالحة في وطن الصلاح.
من جهة أخرى، فإن الموظف وإن كان يعمل لوجه الله أيضا فإنه يسعد حينما يقدر خلق الله أعماله وحينما يذهب التقدير لمستحقه، وفي المقابل ليس أشد حزنا على الموظف من أن يرى التقدير لعمله المخلص يذهب إلى غيره فقد لا يضيره عدم تقدير عمله لكن التقدير على عمله حينما يذهب لغيره فإنه يصل درجة من الإحباط لا يعلمها إلا الله ثم هو، وغني عن القول إن آلية التقدير في بعض الدوائر الحكومية تحديدا لا ترقى للمستوى المطلوب فيشتكي كثيرون من أن مديريهم ورؤساءهم في العمل يسرقون إنجازاتهم وإبداعاتهم وينسبونها لأنفسهم ويحصلون بناء على ذلك على الجوائز والأوسمة والتقدير، وهذا بطبيعة الحال ليس ذنب الوطن إنما هو ذنب موظف استغل منصبه لسرقة إنجازات وإبداعات موظفيه، لذا فإن علينا أن ننمي روح تقدير العامل في القطاع الحكومي بالبحث عن المخلص الحقيقي ومكافأته بعيدا عن هيمنة وسيطرة ولصوصية رئيسه في العمل وهذا لا يتحقق إلا بوضع آلية محكمة للبحث عن المبدعين ومكافأتهم المكافأة المستحقة.
إذا سار تقدير الموظف الحكومي المبدع على إخلاصه وأفكاره في خط مواز لتقدير المواطن والمقيم المخلص في مجتمعه فإننا سنصل إلى إبداع في العمل الرسمي يوازي إبداعنا في السلوك الاجتماعي، فالمواطن هو المواطن والمقيم هو المقيم.