اليوم: 5 مايو، 2012

(ق) طار

حظنا مع القطارات كدقيق فوق شوك نثروه، ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه، صعب الأمر عليهم، قال قوم اتركوه ، فلم نسعد بقطار مذ عرفنا القطار، هو قطار واحد ينطلق من المنطقة الشرقية للرياض على خط واحد ومع ذلك شهد كثيرا من الحوادث، قلت ذات مقال إن قطارنا الوحيد يصطدم مع نفسه!!، في وقت يشهد العالم شبكة خطوط حديدية فوق الأرض أشبه بتقاطعات طبق (سباكيتي) وأخرى تحت الأرض أكثر تعقيدا وتقنية!!.
قمنا بشراء قطارات جديدة لذات الخط وكعادتنا استبشرنا بها خيرا ، وكعادة مسؤولي المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالغوا في الاحتفاء بالقطار الجديد إعلاميا، لكن القطار كثرت أعطاله حتى أصبح توقفه وتعطيله للمسافرين على متنه أكثر من إتمامه للرحلة فقرروا إيقافه عن العمل بحجة إعادة برمجته ليناسب الأجواء وأحوال الطقس في المملكة!!، فهل كان القطار الحديث البرمجي الحاسوبي الإلكتروني يجهل أنه ذاهب إلى المملكة؟!، ألم تعلم الشركة الموردة والمصنعة أنه ذاهب للصحراء؟!، عجبي كيف أصبحنا نرمي بكل شيء على أحوال الطقس وكأن طقسنا نزل علينا فجأة!!.
ونحن صغار كنا نسأل بعضنا عن لغز كنا نظنه صعبا مع أنه كان أسهل من برمجة قطار!!، كنا نقول: ماهو الشيء الطويل الذي يمشي في الأرض وإذا قطع رأسه طار؟!، كان من الصعب علينا آنذاك أن ندرك أن الجواب (قطار) ورأسه القاف وإذا قطع طار، أما أطفال اليوم فلن يصعب على من انقطع مع أهلة في منتصف المسافة بين الهفوف والرياض أن يدرك بعد تبخر حلم القطار الجديد أن القطار قطع رأسه و(طار) وتوقف عن العمل (أي عمل؟! هو لم يعمل!!).
قلت ذات تغريدة توترية إن قطارنا الجديد الذي تعطل أكثر مما عمل أرى أن أنشودتنا في الصغر (أنا القطار السريع ، أمشي ولا أستريح…) لا ينطبق عليه منها إلا (طوط .. طوط).