سفاراتنا وحماية السائح السعودي

كلما قرأت خبرا عن المعاملة السيئة التي تعرض لها سائح سعودي في أي بلد من بلدان العالم أو موقف عصيب لمواطن يتلقى العلاج في الخارج أو رجل أعمال سعودي يتعرض للنصب والاحتيال في إحدى الدول أتذكر على الفور كلمات بالغة الحكمة قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منبها سفراء المملكة وموجها رسالة قائد حكيم اشتهر بأنه رجل موقف ومبادئ وحزم، قال حفظه الله ذخرا لمواطنيه (أنا أسمع ــ ولا أتهم إن شاء الله ــ أن بعض السفارات تغلق أبوابها وهذا ما يجوز أبدا أبدا، لازم تفتحون أبوابكم وصدوركم، وتوسعون أخلاقكم للشعب السعودي، أي فرد يأتيكم مهما كان، مهما كان، اعرفوا إنه من الشعب السعودي وأنا من الشعب السعودي وهو ابني وأخي لا تقولوا هذا ماله قيمة، إياي وإياكم قدروهم واحترموهم لتحترمنا الشعوب).
ذلك التوجيه الكريم لم يكن محددا بوقت اللقاء ولا بالمناسبة وإنما هو مسلك ثابت ونظام أساسي ومطلب دائم ومنطلق يجمع بين الأمر القيادي والإقناع الحكيم المتمثل في عبارة (احترموهم لتحترمنا الشعوب).
لكل دولة في العالم أنظمة وإجراءات أمنية وسبل حماية لمن يدخل أراضيها لكن الحزم في التطبيق والمتابعة والحرص تتفاوت بحسب احترام وطنه وسفارته له، فكلما كانت السفارة حريصة ومتفانية في المطالبة بحقوق رعاياها وتفتح أبوابها وقلوب منسوبيها لتلقي شكوى المواطنين والدفاع عنهم وتسجيل موقف حازم إزاء ما يواجههم، كلما كان البلد المضيف أكثر حرصا على تجنيبهم الإهانة وأكثر حزما في رد حقوقهم وأكثر قلقا إذا ما أصاب أحدهم مكروه أو اعتداء، ثم ينعكس حرص الجهات الأمنية في البلد المضيف على حرص مواطني ذلك البلد، فحتى المجرم فيهم يحسب ألف حساب لقوة سفارة فريسته فلا يقترب ممن يعرف أن وراءهم ظهرا قويا وسفارة تحترمهم ولا تدع حقوقهم ولا تتوانى في الدفاع عنهم وملاحقة من يعتدي عليهم فيبحث المعتدي عن الأسهل، مثلما يبحث الذئب عن الحمل الوديع والقاصية من الغنم، (مع فارق التشبيه وحفظ احترام الإنسان).
الحوادث المتوالية للسعوديين وخصوصا صيف هذا العام تحتاج إلى وقفة حزم وحماية، فمن غير المقبول ولا المعقول أن لا يمر أسبوع إلا وتعرضت أسرة سعودية للاعتداء والسرقة وقطع الطريق واستهداف السيارات ذات اللوحات السعودية، ولابد من موقف سريع يضمن عدم استمرار أحد الأمرين إما الاعتداء أو السياحة والسفر إلى البلدان التي يتعرض فيها السائح السعودي للاعتداء.

رأيان على “سفاراتنا وحماية السائح السعودي

  1. لا حول ولا قوة إلا بالله ,,
    أنا أعتقد أن سفاراتنا وللأسف الشديد لا تقوم بأبسط واجباتها , أنمها هي في الأصل وضعت لإستقبال الأمراء والشخصيات الـVIP وخدمتهم في دول الخارج , متناسيه حقوق المواطن العادي ,,
    لي صديق كثير السفر يقول : أنا لا أسافر حتى أحصل على رقم السفارة ( الكويتيه ) في االدوله اللتي يذهب لها (مع أنه سعودي) , ويقول لأن السفارات الكويتيه تخدم مواطنين دول الخليج وتحرص على أن يأخذو حقوقهم بأكمل وجه .
    إلا متى يتعرض المواطن السعودي للسلب والسرقه والإهانه ( كما حدث في البحرين ) من أبسط الدول , ودور السفراء غائب تماما ,,

  2. الأستاذ الكريم محمد
    أنا عشت في الخارج فترة طويلة وشفت العجب العجاب…
    أكثر السفارات مشغولة بالحفلات وهي تنفق عليها بكل إسراف وبذخ وكأن وظيفتهم إقامة الحفلات!!!
    المشلكلة أن المسئول سواء في السفارة أو في غيرها ينظر للمصلحة الحكومية التي تحت إدارته وكأنها محمية له ويحاول إستثمار هذه المنشأة الحكومية بقدر مايستطيع، كما أنه ومن خلال وجوده في موقع المسئولية فإنه ينظر للمواطن نظرة غطرسة وإستعلاء والمسكين لا يعلم أن المسئولية تكليف وليست تشريف.
    ينقصنا الوعي…
    شكرا لموضيعك الجادة والمحترمة وإهتمامك بقضايا المواطن

اترك رداً على علي القرنيإلغاء الرد