حظنا مع القطارات كدقيق فوق شوك نثروه، ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه، صعب الأمر عليهم، قال قوم اتركوه ، فلم نسعد بقطار مذ عرفنا القطار، هو قطار واحد ينطلق من المنطقة الشرقية للرياض على خط واحد ومع ذلك شهد كثيرا من الحوادث، قلت ذات مقال إن قطارنا الوحيد يصطدم مع نفسه!!، في وقت يشهد العالم شبكة خطوط حديدية فوق الأرض أشبه بتقاطعات طبق (سباكيتي) وأخرى تحت الأرض أكثر تعقيدا وتقنية!!.
قمنا بشراء قطارات جديدة لذات الخط وكعادتنا استبشرنا بها خيرا ، وكعادة مسؤولي المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالغوا في الاحتفاء بالقطار الجديد إعلاميا، لكن القطار كثرت أعطاله حتى أصبح توقفه وتعطيله للمسافرين على متنه أكثر من إتمامه للرحلة فقرروا إيقافه عن العمل بحجة إعادة برمجته ليناسب الأجواء وأحوال الطقس في المملكة!!، فهل كان القطار الحديث البرمجي الحاسوبي الإلكتروني يجهل أنه ذاهب إلى المملكة؟!، ألم تعلم الشركة الموردة والمصنعة أنه ذاهب للصحراء؟!، عجبي كيف أصبحنا نرمي بكل شيء على أحوال الطقس وكأن طقسنا نزل علينا فجأة!!.
ونحن صغار كنا نسأل بعضنا عن لغز كنا نظنه صعبا مع أنه كان أسهل من برمجة قطار!!، كنا نقول: ماهو الشيء الطويل الذي يمشي في الأرض وإذا قطع رأسه طار؟!، كان من الصعب علينا آنذاك أن ندرك أن الجواب (قطار) ورأسه القاف وإذا قطع طار، أما أطفال اليوم فلن يصعب على من انقطع مع أهلة في منتصف المسافة بين الهفوف والرياض أن يدرك بعد تبخر حلم القطار الجديد أن القطار قطع رأسه و(طار) وتوقف عن العمل (أي عمل؟! هو لم يعمل!!).
قلت ذات تغريدة توترية إن قطارنا الجديد الذي تعطل أكثر مما عمل أرى أن أنشودتنا في الصغر (أنا القطار السريع ، أمشي ولا أستريح…) لا ينطبق عليه منها إلا (طوط .. طوط).
الشهر: ماي 2012
قـالوا وقلنـا
** قالت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية: أوقفنا الحجز على القطار الجديد لتغير الشركة برمجة مكوناته لتناسب أجواء المملكة!!
* قلنا: ليتكم تغيرون برمجة الأعذار لتناسب أجواء احترام عقولنا!!
***
** قالت «سبق»: صور تكشف نقل نزلاء بالتأهيل الشامل «عراة» أمام زملائهم!!
* قـلنا: تعرية جديدة للتأهيل الشامل.
***
** قالت «عكاظ»: منزل «منتصف الطريق» أولى خطوات التعافي من الإدمان وسعته 90 سريرا!!
* قـلنا: «منتصف الطريق» سعته غير منصفة؟!!
***
** قال مطور عقاري لـ«عكاظ»: فرض ضريبة على الأراضي البيضاء يساعد على خفض الأسعار.
* قـلنا: لن ينخفض سعر الأراضي البيضاء وهي في سوق سوداء!!
***
** قالوا: عشرة مليارات ريال، حجم سوق الطباعة في المملكة سنويا.
* قـلنا: «نصفها دعوات زواج والباقي شعر شعبي!!».
***
** قالت وكالة «رويترز»: مديرة أمريكية تكافئ موظفتها التي تبرعت لها بكليتها بفصلها من العمل بعد شهر من الجراحة بحجة كثرة غياب الموظفة بسبب مضاعفات العملية!!
* قلنا: «عشنا وشفنا جحود أكثر من هذا!!».
***
** قالت وكالة «د ب أ»: الاختناقات المرورية وإغلاق طريق سريع في لوس أنجلوس أدى إلى زيادة عدد المواليد في المدينة لبقاء الناس في منازلهم!!
* قلنا: «على كذا زحمة كبري الخليج في الرياض ستؤدي لانفجار سكاني!!».
***
** قالت وكالة «ي ب أ»: البريطانيون المتزوجون يتعاركون 167 مرة كل عام في السرير!!
* قلنا: عندنا 167 يتعاركون يوميا بحثا عن سرير!!
***
** قالت «عكاظ»: رفع الرسوم الدراسية في المدارس الأهلية 30% العام المقبل!!
* قلنا: تحقق الرفع ولم تتحقق السعودة!!
***
** قال عنوان شؤون الوطن بـ«عكاظ»: المالية للوزارات.. اعتمادات الرواتب مقدرة فلا تحملوها مصروفات أخرى.
* قلنا: راتبين أو ثلاثة مثلا؟!!
«تاتو» بعير!!
قالت الأخبار الصحفية المؤكدة ومتعددة المصادر إن وزارة الزراعة السعودية شرعت في مفاوضات جادة مع الجانب الاسترالي بهدف استيراد الإبل الاسترالية البرية المهددة بالانقراض بسبب التخلص منها بالقتل، وإنها لن تأتي إلى المملكة إلا إذا كانت خالية من الأمراض ومروضة!!.
حقيقة أن الخبر طريف وملفت للنظر وبذلك فهو يتيح طرح تساؤلات طريفة ساخرة لكنها مشروعة، ففي رأيي أن الترويض وحده لا يكفي، إلى جانب أنه غير ممكن عمليا!!، من سيروض قطعانا من أباعر برية استرالية؟!، نحن لم نتفرغ لترويض أبنائنا فكيف بجمل استرالي بري؟!، ثم أن الترويض لا يكفي لإقناع بعير استرالي على قبول تعاملنا معه، فبعض البيئات بلغت من الغرابة بحيث تتقبل القتل لكنها تستكثر الجلد أو الحبس أو جرح المشاعر، ونحن نعتمد (وسم البعير) لتحديد دافع الدية عند تسببه في حادث سير، فأي (وسم) سيكون للبعير الاسترالي؟! ومن المسؤول عنه إذا اعترض طريق صالون محمل بالبشر وتسبب في حوادث قد تؤدي لانقراض بشر وليس (بعارين)؟!.
ثم من قال لك إن البعير الاسترالي سيقبل بـ(الوسم) بالكي؟!، هو سيطالب بـ(وشم) (تاتو) وهذا سيفتح علينا بابا واسعا وسوف تتمرد (بعاريننا) على الوسم التقليدي وتطالب بـ(تاتو)!!، وستتغير لهجتنا المحلية (عاين تاتو البعير)، (البعير يحمل تاتو القبيلة الفلانية)، (تاتو مزاين إبلكم قريب من تاتو مزاينا غيروا تاتوكم ولا نغير تاتونا) أي أننا سنصبح (نتأتي) ونحن أهل الفصاحة!!.
البعير الاسترالي سيصاب بحالة من الاستغراب والذهول عندما ننقله لبرارينا، سيجد شبوكا على صحار، وطرقا غير مشبوكة وسيعتقد أننا لا نجيد وضع الشبك المناسب في المكان المناسب!!.
ستحدث النوق الاسترالية حالة من الخلافات الأسرية في مجتمع (البعارين) المحلية قد ترفع حالات الطلاق فأباعرنا تحب إغاظة شريكة الحياة بالقول (شوفي الناقة الاسترالية)، ولن يتقبل بعير أن تقول ناقته (أموت في الفحل الاسترالي!!) سيصل دم (البعارين) للسنام!!، أنا رأيي ينقرض في بلده أحسن فقد ننقذه من القتل بالرصاص ونقتله بعلف مسموم.
رضيع الشابة العاملة
قلنا كثيرا إن من جعلوا أنفسهم أوصياء على المرأة يطالبون نيابة عنها ويحددون هم أولويات احتياجاتها يقولون ما يقولون دون الأخذ في الاعتبار متطلباتها الأساسية ولا توفر الأرضية المناسبة لتمكينها من ممارسة الأعمال التي يطالبون بها نيابة عنها.
طالبوا بأن تعمل (كاشيرة) وتناسوا أن النسبة العظمى من الشابات المحتاجات للعمل ومن ينتظرن الوظيفة هن فتيات وسيدات مؤهلات تأهيلا عاليا لا يتناسب مع القبول بوظيفة (كاشيرة)، إضافة (بطبيعة الحال) إلى أن المراكز التجارية لم تكن جادة أصلا في توظيف الشباب على هذه الوظيفة ناهيك عن الشابات اللاتي لهن احتياجات ومتطلبات أكبر وأكثر لكي يمارسن مثل هذا العمل.
في الوقت الذي كانوا يطالبون فيه بعمل (الكاشيرة) كانت معلمات محو الأمية يطالبن بالتوظيف الرسمي وكانت المعلمات عموما يطالبن بالترسيم والفكاك من التوظيف على البند ولم (يفزع) لهن إلا القليل ولم يكن من هذا القليل من نصبوا أنفسهم أوصياء على المرأة لأن ما يهمهم كان مجرد تنافس مع وجهة نظر أخرى أو فكر آخر أو تيار آخر وكانت المرأة مجرد أداة إغاظة وعناد.
الأدهى والأمر أن أيا ممن يدعون اهتماما بالمرأة وتوفير سبل العمل الميسر لها لم يطالب الجهات التي توظف (أو يفترض أن توظف) السيدات بتوفير أهم متطلبات النسبة العظمى من الشابات والسيدات وهي حضانة أطفال ممن هم دون سن التعليم، رغم أن النسبة العظمى من المحتاجات للعمل هن شابات، متزوجات، أمهات لأطفال رضع، هدفهن النبيل من العمل مساعدة أزواجهن على تكاليف المعيشة والحياة الزوجية ومع ذلك لم نسمع صوتا واحدا ولا قلما واحدا من أولئك الأوصياء تحديدا يقول بأن من أهم عناصر توفير أرضية مناسبة لعمل المرأة توفير حضانة لأطفالها لرعايتهم والاهتمام بهم وأمنهم أثناء تواجد الأم في مكان العمل ولو بمقابل رمزي تدفعه الأم يغنيها عن دفع 17 ألف ريال لاستقدام مربية راتبها يشكل نصف راتب المرأة العاملة.
على من كان حسن النية في المطالبة للمرأة أن يطالب لها بما تحتاج فعليا لكي تعيش وتكون أسرة وحياة زوجية هانئة وسليمة.
