تحول «نقطة تحول»

في مقال بعنوان (المحصنون في الأرض) نشر في هذه الزاوية في 30 مارس 2010 م، لمحت إلى أن بعض نقاط التحول القبيحة يخفيها بعض ضيوف برنامج «نقطة تحول» عن الزميل الوسيم سعود الدوسري، الذي لا تعرض عليه إلا التحولات «الوسيمة» ويحجب عن برنامجه كل تحول قبيح، وسبب وجهة نظري هذه أنني تابعت البرنامج الرائع (نقطة تحول)، ووجدت أن قلة من ضيوفه نجحوا في تصوير نقاط التحول وكأنها جميعا مضيئة بينما يعلم من يعرفهم أنها ليست كذلك، فبعض التحولات يكون بالتدليس وبعضها بالصعود على أكتاف الغير والبعض الآخر يكون من موقف تسلل، لكن المؤكد أن الزميل سعود الدوسري غير ملزم بإخضاع ضيوفه لجهاز فحص الكذب وإن كان التحري قبل الإبراز الإعلامي أمرا مطلوبا ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، وتعويض المشاهد يكون بالضغط بالأسئلة بحيث لا تكون الحلقة كلها خدمة لإبراز الجوانب الإيجابية في تحولات الضيف وإخفاء السلبية منها.
مع توالي حلقات البرنامج، الذي أصر على أنه ممتع ورائع، يبدو أن الزميل سعود الدوسري أدرك أن المتلقي لا يبحث فقط عن ما يريد أن يقوله النجوم عن أنفسهم، ولكن يريد أن يتفحص النجم من كل الجهات وبواسطة (تيلسكوب) قوي فاحص وثلاثي الأبعاد، فتحول الدوسري إلى التحقق من التحولات بدلا من عرضها كما يريد الضيوف، عندها قلت: ليت البرنامج يعيد التحاور مع بعض ضيوفه فيسألهم كيف تحولوا؟ وما حقيقة تحولهم، ومن كان خلفه فعلا؟!، فالنعجة دولي ــ مثلا ــ كانت جزءا من حلقة لنقطة تحول كانت هي النجمة فيها لكن لم تكن هي السبب ولا البطل بكل تأكيد.
من الإنصاف القول إن البرنامج يتألق حلقة بعد حلقة، حتى جاءت الحلقة الأخيرة في جزئها الثاني مع الشيخ عائض القرني استثنائية في شدها للمشاهد ودقة أسئلتها وصراحة الضيف وشفافيته وحضوره، ومن الإنصاف القول ــ أيضا ــ أن روعة الحلقة لم تكن بسبب روعة الضيف فقط، بل لأن المحاور سعود الدوسري كان يمثلنا جميعا ويسأل الشيخ ما كنا نريد أن نسأله والشيخ يجيب بما يجب أن يقوله كل من يحترم السؤال والسائل والمتلقي، ولأن نجاح الحوار هو من نجاح الطرفين فإن الجزء الأول من ذات الحلقة مع الشيخ عبدالمحسن العبيكان كان عاديا جدا إلى درجة الملل.
برنامج نقطة تحول شهد تحولا إيجابيا كبيرا أفلت منه كثيرون.

رأي واحد على “تحول «نقطة تحول»

  1. السلام عليكم ,

    أشكرك عزيزي الكاتب والناقد محمد الأحيدب على هذا المقال , وصدقت فيما قلت من ناحية البرنامج , ولكن هناك نقطة لم تتطرق لهـا , وهي أن المذيع سعود الدوسري كثيراً جداً ما يقاطع ضيوفة وحتى أن أحد إخواني لاحظ ذلك من دون أن أتكلم أنا أو أعلق على مسألة مقاطعة سعود الدوسري لضيوفة , وهذه نقطة سلبية في البرنامج أتمنى من سعود الدوسري أن يتحاشاها ويعطي للضيف حقة في الحديث حتى لو أطال قليلاً فالبرنامج لو زاد دقيقة أو اثنتين لن يضرة بقدر ما سيثري البرنامج ويحوز رضى المشاهد.

    وكم تمنيت في عدة حلقات أن لا يقاطع ضيوفة لكي أسمع ما سيقولون.

    كل الشكر والتقدير لك عزيزي الكاتب محمد الأحيدب على مقالاتك الرائعة واللاذعة في النقد أحياناً.

اترك رد